الأمير خالد الفيصل خلال المؤتمر الصحفي منى – طلال عاتق أمير مكة ل الشرق: مخيمات السوريين الشاغرة ستخصص لغيرهم في حال عدم حضورهم. علينا نشر ثقافة الضيافة الإسلامية لتكون عنوان ثقافتنا في المملكة حتى نحل مشكلات الحج. أعلن أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمس اكتمال وصول الحجاج إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، على أن يبدأ التصعيد إلى عرفات اليوم، وسط استعدادات كافة الجهات المختصة لتسهيل الانتقال وخطة المرور لهذه المرحلة الثانية من هذه الأيام المباركة. وحول الوضع الصحي قال أمير مكة إنه ممتاز بحسب تقارير وزارة الصحة:»هناك خدمات وفرتها الدولة لحج هذا العام ومنها ثلاثة آلاف سرير وثماني مستشفيات في مكة وسبعة في المشاعر وما يزيد على 150 مركزا، و12 ألف عامل نظافة». ولفت إلى أن هناك 600 ألف متر مكعب من المياه تذهب يومياً للمشاعر، وتشغيل ست محطات جديدة لتحويل الكهرباء. أما بخصوص قطار المشاعر فسينقل القطار هذا العام 500 ألف، وهذا الحد الأقصى له، وبالنسبة للنقل فلدينا حوالي عشرين ألف حافلة. كما أن هناك 152 مركزا للهلال الأحمر و510 سيارات إسعاف. وأضاف أن ستين ألفاً من رجال الأمن بالمشاعر يشاركون في خدمة الحجاج من مجموع 82 ألفا يشاركون في الحج، كما أن هناك حوالي 26 ألف رجل من الدفاع المدني. وعن المشروعات التي نفذتها الدولة ودخلت الخدمة لصالح الحجاج قال الفيصل إن المرحلة الأولى لتنفيذ 36 ألف دورة مياه في منى ومزدلفة انتهت، وستبدأ المرحلة الثانية. كما أن هناك نقل وتطوير لمجزرة الجمال والأبقار والتي نقلت هذا العام إلى موقع جديد، وهناك طريق مزدوج مع تقاطع طريق الملك خالد مع تقاطع المعيصم إلى موقع المجزرة في الشرائع بطول خمسة كيلو مترات، هناك توسعة في الساحات الغربية للجمرات من جهة مكةالمكرمة وإنشاء أنفاق ربط منطقة الشعيبين والمعيصم بالطابق الثالث للجمرات كذلك هناك إنشاء أنفاق لربط منطقة العزيزية بالطابق الثاني للجمرات. ورداً على سؤال حول انعكاس المشروعات التي وفرتها الدولة لصالح خدمة الحجاج، أجاب أمير مكة، قائلاً: «توجد مشروعات هذا العام والأعوام السابقة، وستنعكس هذا العام بشكل ممتاز، ورأينا في كل عام أن الاستعدادات ترتفع ويرتفع معها مستوى الأداء في هذه الخدمات، ويرتفع مستوى الرضا من الحجاج عن هذه الخدمات، وهو أمر يحسب للإنسان السعودي قيادة وشعباً». وبخصوص مقترحات حل مشكلة نقل الحجاج، بين وجود مشروع تم تقديمه إلى خادم الحرمين الشريفين، وهو المخطط الشامل لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، ويتضمن مسألة النقل، وصدرت موافقة مجلس الوزراء عليه في رمضان الماضي، مشيراً إلى أن مسألة النقل تعتبر واحدة من أهم مرتكزات الحج حيث ينتقل ثلاثة ملايين حاج في خمسة أيام، وعلى هذا الأساس بنيت الأفكار لتطوير المشاعر المقدسة، وإذا استطعنا توفير النقل والسكن المريح للحجاج، فإننا قد تغلبنا على معظم المشكلات»، نظراً لتوفير باقي الخدمات الأخرى، ثم تأتي المشكلة الأخرى، وهي مشكلة الحج بدون تصريح حتى لا يزاحم المخالفون الحاصلون على تصاريح». وحول إمكانية منع من لا يحمل تصريحاً من أداء الحج خلال الأعوام المقبلة، قال:»نحن مستمرون على هذه الوتيرة في كل عام ونتقدم في كل عام في هذا الاتجاه لمنع أي إنسان لا يحمل تصريح، لكن لا أستطيع أن أحدد متى سيتم ذلك، والمهم أن نستمر في هذا التقدم، وهذا العام كان الأداء أفضل، والعام المقبل أفضل، ولا بد أن نصل». وحول تأثير المتسللين عبر المنافذ إلى مكة على مستوى الخدمات المقدمة، وتنامي هذه الظاهرة على الرغم من مرور خمسة أعوام على إطلاق حملة (لا حج بدون تصريح) قال خالد الفيصل إن مشكلة تسرب الحجاج غير النظاميين إلى المشاعر مازالت قائمة، مشيراً إلى أن مفتعليها لا يحترمون النظام ولا الحاج الذي أتى من بلاده بتصريح وطريقه نظامية. وتابع: إن الحد من ظاهرة التسرب أمر ليس بالسهل، والإنسان دائما يحاول أن يتحايل على الأنظمة ويفلح في كثير من الأحيان ولكن سيقع في النهاية في قبضة العدالة، مستدركاً أن هناك تقدما ملموسا فيما يتعلق بالحد من نسب تسرب هذا العام مقارنة بالعام الماضي. وأضاف :إن الخلل في فهمنا نحن في المملكة، ولا أخصص جهة معينة، وإنما المواطن في كل المواقع، فالمواطن لم يتفهم حتى الآن أهمية هذا الحدث بالنسبة للمملكة وله شخصياً، فالحج أهم حدث في المملكة، وهذه المناسبة فريدة من نوعها، ولا تتكرر في مكان واحد إلا في الحج، وهذه نعمة من الله، ونحن السعوديين يجب علينا أن نقدر هذه النعمة التي أنعم بها الخالق، وأعطانا الفرصة لخدمة ضيوف الرحمن، فليس هناك مواطن أو مسؤول في أي مكان في العالم كرم الله بهذه المسؤولية وشرفها إلا المواطن السعودي»، واستطرد قائلا: «حينما نتفهم جميعاً هذا الحجم من المسؤولية، نستطيع أن نعالج هذه المشكلة وغيرها، لكن طالما أن الثقافة لدى بعض المواطنين هي مناسبة للكسب المادي أو الشهرة، فلن نصل إلى ما نصبو إليه». وشدد: «ما يجب علينا هو أن ننشر ثقافة الضيافة الإسلامية، وتكون عنوان ثقافتنا في المملكة، ففيها تمسك بالدين والأخلاق والقيم والشيم واتباع السنة النبوية، فالنبي وصفه الله بأنه على خلق عظيم، ويجب أن يكون قدوتنا كمسملين وسعوديين، كما أن الله كرمنا بأن نكون خادمين وجواراً لبيته العتيق في هذه الأيام المباركة، فيجب أن نسخر الغالي والنفيس لتقديم الخدمة للحجاج». أما بخصوص وجود توجه لزيادة عدد طوابق منشأة الجمرات، قال إن لا نية في الوقت الحالي لذلك أو زيادة طاقتها الاستيعابية، لافتاً إلى أن ما اطلع عليه من شرح من قبل المسؤولين في وزارة الشؤون البلدية والقروية، يؤكد قدرة تحمل أساسات المنشأة لبناء ثمانية طوابق في المستقبل. وحول سؤال ل «الشرق» إمكانية الاستفادة من المخيمات التي خصصت للحجاج السوريين تسع 23 ألفاً والتي خصص منها مساحات لعشرة آلاف من اللاجئين السورين، وذلك لتسكين حجاج آخرين، حيث وصل فقط حتى أمس 482 سوريا فقط. قال أمير مكة إن وزارة الحج كلفت بخدمة الحجاج السوريين وتسهيل مهمة أدائهم للنسك بكل ذلك القدر الذي يأمل فيه خادم الحرمين الشريفين وفقاً لأمره الكريم بتسهيل مهمتهم، مشيراً إلى أنه وفي حال عدم عدم حضورهم سيتم تخصيص تلك المخيمات الشاغرة لخدمة حجاج آخرين. أما بخصوص وجود وفد رفيع من المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني برئاسة الأمين العام للمنظمة نواف الصليبي في المملكة للاطلاع على خبرات الدفاع المدني في موسم الحج والإفادة من تجربته المتميزة في إدارة الحشود البشرية، قال الأمير خالد: «تجربة إدارة الحشود في الحج تعتبر واحدة من أهم التجارب التي يمكن أن تقدمها المملكة للعالم». اقرأ أيضاً: إعادة ثمانين ألف حاج في مداخل مكة واحتجاز 33 حافلة قادمة من القصيم حجاج في انتظار التصعيد باتجاه مخيمات منى (تصوير: سعود المولد)