قدم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية وافر الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز على اهتمامهما بكل ما من شأنه خدمة الحج والحجاج في هذه البلاد، وتقديم كل ما يمكن تقديمه وتيسير كل أسباب الخدمة وتوفير الميزانيات والمبالغ اللازمة للمشاريع لخدمة ضيوف الرحمن، وقال "نرجو من الله أن يجعل التوفيق حليف كل من يقوم بهذ العمل العظيم". وأعلن سمو أمير منطقة مكةالمكرمة نجاح وصول الحجاج إلى منى في يوم التروية حيث شهدت الحركة المرورية لضيوف الرحمن المروية مرونة عالية، مشيراً إلى أنه تم توفير كافة الإمكانيات والاستعدادات لتصعيد الحجاج اليوم إلى عرفات، حيث سيبدأ المرحلة الثانية من الخطة المرورية، مؤكداً في السياق ذاته، أن الوضع الصحي للحجاج كما أكدت تقارير وزارة الصحة مطمئنة. وأوضح سمو أمير منطقة مكةالمكرمة في مؤتمر صحافي عقده في مقر إمارة المنطقة بمشعر منى بحضور وكيل الإمارة الدكتور عبدالعزيز الخضيري أن عدد الحجاج الذين اكتمل وصولهم من خارج المملكة 1.752.392 حاجا من 189 جنسية من مختلف دول العالم، مشيراً إلى أن هذا الرقم لا يشمل حجاج الداخل ،وقال (للأسف هناك كثيرون هناك من يحجون ويدخلون مكة والمشاعر بدون تصريح رسمي). واستعرض سمو أمير منطقة مكةالمكرمة عدداً من الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية لضيوف الرحمن، مشيراً إلى وجود ما مجموعه 3000 سرير لخدمة الحجاج في 8 مستشفيات في مكة و7 في المشاعر وما يزيد عن 150 مركزا صحيا، 12 ألف عامل نظافة، تم توفير 600 ألف متر مكعب يومياً من المياه، تم تشغيل 6 محطات جديدة لتحويل للكهرباء، وفي قطاع النقل سينقل قطار المشاعر 500 ألف حاج كما تم توفير20000 حافلة، وتوفير 152 مركزا للهلال الأحمر و510 سيارات إسعاف، فيما سيخدم الحجاج منظومة أمن تتكون من 82 ألف رجل أمن من قطاعات الأمن العام. وبين سمو أمير منطقة مكةالمكرمة المشاريع التي نفذتها الدولة هذا العام في المشاعر المقدسة وتدخل الخدمة لصالح الحجاج: تشمل المرحلة الأولى لتنفيذ 36 ألف دورة مياه في منى ومزدلفة وعرفات والبالغة 12 ألف دورة مياه، نقل وتطوير مجزرة الجمال والأبقار، تنفيذ طريق مزدوج من تقاطع طريق الملك خالد مع طريق المعيصم إلى موقع المجزرة الجديد بالشرائع بطول 5 كيلومترات، توسعة الساحات الغربية للجمرات من جهة مكةالمكرمة، إنشاء أنفاق ربط منطقة الشعيبين والمعيصم بالطابق الثالث للجمرات، وإنشاء أنفاق لربط منطقة العزيزية بالطابق الثاني للجمرات. تسرب الحجاج غير النظاميين إلى المشاعر مازال قائماً ..ومفتعلوه لا يحترمون النظام ورداً على سؤال حول انعكاس المشاريع التي وفرتها الدولة لصالح خدمة الحجاج، أجاب سمو أمير منطقة مكةالمكرمة، قائلاً: (توجد مشاريع هذا العام والأعوام السابقة، وسوف تنعكس هذا العام بشكل ممتاز، ورأينا في كل عام أن الاستعدادات ترتفع ويرتفع معها مستوى الأداء في هذه الخدمات، ويرتفع مستوى الرضا من الحجاج عن هذه الخدمات، وهو أمر يحسب للإنسان السعودي قيادة وشعباً). وحول وجود مقترحات لمشكلة النقل للحجاج، بين سمو أمير منطقة مكة وجود مشروع تم تقديمه إلى خادم الحرمين الشريفين وهو المخطط الشامل لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، ويتضمن مسألة النقل، وصدرت موافقة مجلس الوزراء عليه في رمضان، مشيراً إلى أن مسألة النقل تعتبر واحدة من أهم مرتكزات الحج حيث ينتقل 3 ملايين حاج في خمسة أيام، وعلى هذا الأساس بنيت الأفكار لتطوير المشاعر المقدسة، وإذا استطعنا توفير النقل والسكن المريح للحجاج، فإننا قد تغلبنا على معظم المشاكل، نظراً لتوفير باقي الخدمات الأخرى، ثم تأتي المشكلة الأخرى، وهي مشكلة الحج بدون تصريح حتى لا يزاحم المخالفين الحاصلين على تصاريح. ورداً على سؤال إمكانية منع من لا يحمل تصريحاً في أداء الحج خلال الأعوام المقبلة خصوصاً بعد منع 60 ألف مخالف هذا العام، أجاب سمو أمير منطقة مكة (نحن مستمرون على هذه الوتيرة في كل عام ونتقدم في كل عام في هذا الاتجاه لمنع أي إنسان لا يحمل تصريحا، لكن لا استطيع أن أحدد متى سيتم ذلك، والمهم أن نستمر في هذا التقدم، وهذا العام كان الأداء أفضل، والعام المقبل أفضل، ولا بد أن نصل). وأكد سمو أمير منطقة مكة رداً على سؤال تأثير المتسللين عبر المنافذ إلى مكة على مستوى الخدمات المقدمة، قائلا: (مشكلة تسرب الحجاج غير الحاملين لتصاريح الحج إلى المشاعر المقدسة مازالت قائمة، مشيراً إلى أن مفتعليها لا يحترمون النظام ولا الحاج الذي أتى من بلاده بتصريح وطريقه نظامية، وأنهم يريدون أن يأخذوا موقعه الذي يستحقه في مساحات المشاعر التي لا تتمدد لارتباطها بالحدود الشرعية ولها سعة معينة، مضيفاً (تكاثر الأعداد من الحجاج وخصوصاً الذين يدخلون بطريقة غير نظامية تضر كثيرا بالحاج المنتظم)، مشيراً إلى أن الحد من هذا الأمر يقع تحت مسئوليتهم التي توجب أن يتم الحد من هذه الظاهرة، وتوجب أن يتم إيقاف كل من يخالف الأنظمة ويتحداها.وتابع أمير مكة: " الحد من ظاهرة التسرب أمر ليس بالسهل، والإنسان دائما يحاول أن يتحايل على الأنظمة ويفلح في كثير من الأحيان ولكن سيقع في النهاية في قبضة العدالة، مستدركاً أن هناك تقدما ملموسا في هذا العام مقارنة بالعام الماضي فيما يتعلق بالحد من نسب تسرب الحجاج إلى المشاعر المقدسة بطريقة غير نظامية، وهو الأمر الذي يشير إلى أن التوقعات للعام القادم والذي بعده ستكون أفضل من الأعوام السابقة.وأوضح الأمير خالد الفيصل في إجابة حول وجود توجه لزيادة عدد طوابق منشأة الجمرات، أن لا نية في الوقت الحالي لزيادة طوابق منشأة الجمرات أو زيادة طاقتها الاستيعابية، لافتاً إلى أن ما اطلع عليه من شرح من قبل المسئولين في وزارة الشئون البلدية والقروية، يؤكد قدرة تحمل أساسات المنشأة لبناء ثمانية طوابق في المستقبل، إلا أن التوسع في الوقت الحالي غير وارد.وحول تنامي ظاهرة المتسللين على الرغم من مرور خمسة أعوام على إطلاق حملة لا حج بدون تصريح، وتحديد مواقع الخلل، أجاب سمو أمير منطقة مكة (الخلل في فهمنا نحن في المملكة العربية السعودية ولا أخصص جهة معينة، وإنما المواطن في كل المواقع، فالمواطن السعودي لم يتفهم حتى الان أهمية هذا الحدث بالنسبة للمملكة وله شخصياً، فالحج أهم حدث في المملكة، وهذه المناسبة فريدة من نوعها ولا يتكرر في مكان واحد إلا في الحج، وهذه نعمة من الله، ونحن السعوديون يجب علينا أن نقدر هذه النعمة التي أنعم بها الخالق، وأعطانا الفرصة لخدمة ضيوف الرحمن، فليس هناك مواطن أو مسؤول في أي مكان في العالم كرمه الله بهذه المسؤولية وشرفها إلا المواطن السعودي)، مستطرداً: (حينما نتفهم جميعاً هذا الحجم من المسؤولية، نستطيع أن نعالج هذه المشكلة وغيرها، لكن طالما أن الثقافة لدى بعض المواطنين هي مناسبة للكسب المادي أو الشهرة، فلن نصل إلى ما نصبو إليه)، مشدداً: (ما يجب علينا هو أن ننشر ثقافة الضيافة الإسلامية، وتكون عنوان ثقافتنا في المملكة، ففيها تمسك بالدين والأخلاق والقيم والشيم واتباع السنة النبوية، فالنبي وصفه الله بأنه على خلق عظيم، ويجب أن يكون قدوتنا كمسلمين وسعوديين، كما أن الله كرمنا بأن نكون خادمين وجوارا لبيته العتيق في هذه الأيام المباركة، فيجب أن نسخر الغالي والنفيس لتقديم الخدمة للحجاج).وأبان أمير مكة، أن وزارة الحج كلفت بخدمة الحجاج السوريين وتسهيل مهمة أدائهم للنسك بكل ذلك القدر الذي يأمل فيه خادم الحرمين الشريفين وفقاً لأمره الكريم بتسهيل مهمتهم، مشيراً إلى أن بقاء مخيمات غير مستغلة من تلك التي خصصت للحجاج السوريين في حال عدم حضورهم سيتم توجيهها لخدمة حجاج آخرين. وعن وجود وفد رفيع من المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني برئاسة الأمين العام للمنظمة السيد نواف الصليبي في المملكة للاطلاع على خبرات الدفاع المدني في موسم الحج والإفادة من تجربته المتميزة في إدارة الحشود البشرية، قال الأمير خالد: (تجربة إدارة الحشود في الحج تعتبر واحدة من أهم التجارب التي يمكن أن تقدمها المملكة للعالم).