أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية نجاح خطة تصعيد الحجاج إلى منى يوم التروية وتوفير كافة الامكانات للتصعيد إلى عرفات والنفرة. وقال سموه: إنّ تسرّب الحجاج غير النظاميين للمشاعر ما زال قائمًا واصفًا من يفعلون ذلك بأنهم لا يحترمون النظام ولا الحجاج القادمين من الخارج. وأشار سموه إلى أن الأولوية ينبغي أن تكون لتوفير النقل والسكن المريح للحجاج مشيرًا إلى مشاركة 82 ألف رجل في خدمة ضيوف الرحمن. وأعرب سموه عن أسفه الشديد لأن بعض المواطنين لا يتفهمون أبعاد الحج إلى الآن وحوّلوه إلى مناسبة للكسب المادي فقط. وقال: إن إدارة الحشود تعدّ واحدة من التجارب المهمة التي يمكن للمملكة تقديمها للعالم. ونوّه بالمشروعات الجديدة التي دخلت مجال خدمة الحجاج هذا العام ومنها المرحلة الأولى لإنشاء 36 ألف دورة مياه وتوسعة الساحات الغربية للجمرات من جهة مكةالمكرمة بالاضافة الى انفاق الشعبين وانفاق ربط العزيزية بالجمرات. وقدم وافر الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز على اهتمامهما بكل ما من شأنه خدمة الحج والحجاج. وأعلن سمو أمير منطقة مكةالمكرمة نجاح وصول الحجاج إلى منى في يوم التروية حيث شهدت الحركة المرورية مرونة عالية، مشيراً إلى توفير كافة الإمكانيات والاستعدادات لتصعيد الحجاج اليوم إلى عرفات، وأكد في السياق ذاته، أن الوضع الصحي للحجاج مطمئن كما أكدت تقارير وزارة الصحة. وأشار في مؤتمر صحافي عقده في مقر إمارة المنطقة بمشعر منى بحضور وكيل الإمارة الدكتور عبدالعزيز الخضيري الى وصول 1.752.392 حاجا من 189 جنسية من مختلف دول العالم، مشيراً إلى أن هذا الرقم لا يشمل حجاج الداخل ،وقال: «للأسف.. كثيرون يحجّون ويدخلون مكة والمشاعر بدون تصريح رسمي!!). واستعرض سمو أمير منطقة مكةالمكرمة عددًا من الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية لضيوف الرحمن، مشيرًا إلى وجود ما مجموعه 3000 سرير لخدمة الحجاج في 8 مستشفيات في مكة و7 في المشاعر وما يزيد عن 150 مركزًا صحيًا، 12 ألف عامل نظافة، كما تم توفير 600 ألف متر مكعب يومياً من المياه، وتشغيل 6 محطات جديدة لتحويل للكهرباء، وفي قطاع النقل ينقل قطار المشاعر 500 ألف حاج كما تم توفير20000 حافلة، وتوفير 152 مركزًا للهلال الأحمر و510 سيارات إسعاف، فيما يخدم الحجاج منظومة أمن تتكون من 82 ألف رجل أمن من قطاعات الأمن العام. المشروعات الجديدة وبيّن أن المشروعات التي نفذتها الدولة هذا العام في المشاعر المقدسة وتدخل الخدمة لصالح الحجاج تشمل المرحلة الأولى لتنفيذ 36 ألف دورة مياه في منى ومزدلفة وعرفات والبالغة 12 ألف دورة مياه، نقل وتطوير مجزرة الجمال والأبقار، تنفيذ طريق مزدوج من تقاطع طريق الملك خالد مع طريق المعيصم إلى موقع المجزرة الجديد بالشرائع بطول 5 كيلومترات، توسعة الساحات الغربية للجمرات من جهة مكةالمكرمة، إنشاء أنفاق ربط منطقة الشعبين والمعيصم بالطابق الثالث للجمرات، وإنشاء أنفاق لربط منطقة العزيزية بالطابق الثاني للجمرات،الأداء في الخدمات، ويرتفع مستوى الرضا من الحجاج عن هذه الخدمات، وهو أمر يحسب للإنسان السعودي قيادة وشعبًا). وحول وجود مقترحات لمشكلة النقل للحجاج، بيّن سمو أمير منطقة مكة وجود مشروع تم تقديمه إلى خادم الحرمين الشريفين وهو المخطط الشامل لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، ويتضمن مسألة النقل، وصدرت موافقة مجلس الوزراء عليه في رمضان الماضي، مشيراً إلى أن النقل يعدّ واحدًا من أهم مرتكزات الحج حيث ينتقل 3 ملايين حاج في خمسة أيام، وعلى هذا الأساس بنيت الأفكار لتطوير المشاعر المقدسة، وإذا استطعنا توفير النقل والسكن المريح للحجاج، فإننا قد تغلبنا على معظم المشكلات، نظراً لتوفير باقي الخدمات الأخرى، ثم تأتي المشكلة الأخرى، وهي الحج بدون تصريح حتى لا يزاحم المخالفون الحاصلين على تصاريح. منع الحجاج المخالفين وردًا على سؤال حول إمكانية منع من لا يحمل تصريحًا في أداء الحج خلال الأعوام المقبلة خصوصاً بعد منع 60 ألف مخالف هذا العام، أجاب سمو أمير منطقة مكة: (نحن مستمرّون على هذه الوتيرة في كل عام ونتقدم في كل عام في هذا الاتجاه لمنع أي إنسان لا يحمل تصريحًا، لكن لا استطيع أن أحدّد متى سيتم ذلك، والمهم أن نستمرّ في هذا التقدم، وهذا العام كان الأداء أفضل، والعام المقبل أفضل، ولا بد أن نصل). وأضاف: (مشكلة تسرّب الحجاج غير الحاملين لتصاريح الحج إلى المشاعر المقدسة مازالت قائمة، مشيرًا إلى أن مفتعليها لا يحترمون النظام ولا الحاج الذي أتى من بلاده بتصريح وطريقة نظامية، وأنهم يريدون أن يأخذوا موقعه الذي يستحقه في مساحات المشاعر التي لا تتمدد لارتباطها بالحدود الشرعية ولها سعة معيّنة. وتابع أمير مكة: « الحدّ من ظاهرة التسرّب أمر ليس بالسهل، والإنسان دائما يحاول أن يتحايل على الأنظمة ويفلح في كثير من الأحيان ولكن سيقع في النهاية في قبضة العدالة، مستدركاً أن هناك تقدمًا ملموسًا في هذا العام مقارنة بالعام الماضي فيما يتعلق بالحدّ من نسب تسرّب الحجاج إلى المشاعر المقدسة بطريقة غير نظامية، وهو الأمر الذي يشير إلى أن التوقعات للعام المقبل والذي بعده ستكون أفضل من الأعوام السابقة. وحول وجود توجّه لزيادة عدد طوابق منشأة الجمرات، قال : ان لا نية في الوقت الحالي لزيادة طوابق منشأة الجمرات، لافتاً إلى أن ما أطلع عليه من المسؤولين في وزارة الشؤون البلدية والقروية، يؤكد قدرة تحمّل أساسات المنشأة لبناء ثمانية طوابق في المستقبل، إلا أنّ التوسّع في الوقت الحالي غير وارد. فهْمُ أبعاد الحج وحول تنامي ظاهرة المتسللين على الرغم من مرور خمسة أعوام على إطلاق حملة «لا حج بدون تصريح»، وتحديد مواقع الخلل، أجاب سمو أمير منطقة مكة (الخلل في فهمنا نحن في المملكة ، ولا أخصص جهة معيّنة، وإنما المواطن في كل المواقع، فالمواطن السعودي لم يتفهم حتى الان أهمية هذا الحدث بالنسبة للمملكة وله شخصيًا، فالحج أهمّ حدث في المملكة، وهذه المناسبة فريدة من نوعها وهذه نعمة من الله، ونحن السعوديون يجب علينا أن نقدّر هذه النعمة فليس هناك مواطن أو مسؤول في أي مكان في العالم كرمه الله بهذه المسؤولية وشرفها إلاّ المواطن السعودي)، مستطردًا: (حينما نتفهم جميعًا هذا الحجم من المسؤولية، نستطيع أن نعالج هذه المشكلة وغيرها، لكن طالما أن الثقافة لدى بعض المواطنين هي مناسبة للكسب المادي أو الشهرة، فلن نصل إلى ما نصبو إليه.)، وشدّد: (ما يجب علينا هو نشر ثقافة الضيافة الإسلامية، ففيها تمسّك بالدين والأخلاق والقيم والشّيم واتباع السنة النبوية. وأبان أمير مكة، أن وزارة الحج كلّفت بخدمة الحجاج السوريين وتسهيل مهمة أدائهم للنسك بكل القدر الذي يأمل فيه خادم الحرمين الشريفين، مشيرًا إلى أنه في حالة عدم حضورهم سيتم توجيهها لخدمة حجاج آخرين. وعن وجود وفد رفيع المستوى من المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني برئاسة الأمين العام للمنظمة السيد نواف الصليبي في المملكة للإطلاع على خبرات الدفاع المدني في موسم الحج والإفادة من تجربته المتميزة في إدارة الحشود البشرية، قال الأمير خالد: (تجربة إدارة الحشود في الحج تعتبر واحدة من أهم التجارب التي يمكن أن تقدمها المملكة للعالم).