اشتعلت المواجهة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال إثر عدة غارات شنتها الطائرات الإسرائيلية أدت إلى إستشهاد أربعة فلسطينيين بدعوى الرد على نجاح المقاومة في تفجير عبوة على الشريط الحدودي أدت إلى بتر قدم ضابط إسرائيلي، يأتي ذلك بعد ساعات قليلة من انتهاء زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة لقطاع غزة. وتبارت القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية في التهديد برفع وتيرة العمليات حتى لو وصلت إلى حد اجتياح مناطق من غزة، في الوقت الذي أعلنت فيه الأجنحة العسكرية حالة الطوارئ بين منتسبيها استعدادا لصد أي هجوم. ولم يخفف اشتعال المواجهة العسكرية من مواجهة سياسية أشعلتها زيارة أمير قطر لغزة، التي أثارت خلافات حادة في الشارع الفلسطيني حول جدواها ودورها في تعزيز الانقسام بين حركتي فتح وحماس من عدمه. من جانبه، وصف الوزير السابق وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور إبراهيم أبراش، زيارة أمير قطر بأنها «سياسية بامتياز، وليس صحيحا أنه جاء لتدشين مشاريع إعمار غزة»، معتبرا أن الزيارة تستكمل ما بدأته قطر منذ عام 2004 حينما بدأت مساعدة حركة حماس في الانتقال من مربع الجهاد والمقاومة إلى مربع الحكم والسلطة. ورأى أبراش، في تصريحاتٍ ل«الشرق»، أن الزيارة كرست الانقسام بل وقطعت شعرة معاوية التي كانت تربط الضفة وغزة مبددةً آخر الآمال الفلسطينية في المصالحة، وتابع «الزيارة بمثابة اعتراف من قطر بدولة غزة، وهو ما قد يفتح الباب أمام مسؤولين عرب وأجانب للتعامل مع غزة ككيان سياسي قائم بذاته». ويرى أبراش أن الزيارة رسالة للرئيس محمود عباس أن هناك طرفا فلسطينيا غيره يمكن التعامل معه، واصفاً صمت السلطة على الزيارة ب«صمت العاجز لا الموافق، وخصوصا أن قطر تقول إنها تهدف لإعمار غزة». وفي اتجاه آخر، طالب رئيس تحرير جريدة «الرسالة» المقربة من حماس، وسام عفيفة، الحركة الإسلامية بضرورة أن تستغل الزيارة في تشكيل حالة ضغط على فتح والرئيس الفلسطيني محمود عباس للعودة إلى المصالحة في ظل انتهاء العزل السياسي القائم على غزة، منتقدا في الوقت ذاته موقف اليسار الفلسطيني الذي قاطع زيارة الشيخ حمد، معتبرا أن ذلك «نكتة سياسية أكثر من موقف سياسي». وكان أمير قطر زار قطاع غزة امس الأول في زيارة قصيرة استمرت عدة ساعات دشن خلالها مشروعات لإعادة إعمار القطاع بقيمة 400 مليون دولار، لكن السلطة الفلسطينية اعتبرت قدومه إلى القطاع تكريسا للانقسام الوطني.