وصل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني صباح الثلاثاء إلى قطاع غزة برفقة حرمه الشيخة موزة بنت ناصر المسند على رأس وفد قطري رفيع بينهم رئيس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ، وتعد الزيارة الأولى من نوعها لزعيم عربي للقطاع منذ الحصار الإسرائيلي . ووضع حجر الأساس لمدينة حمد السكنية بمحافظة خان يونس في قطاع غزة، في حفل أقيم بحضور الدكتور إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة. وقال إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة ان الزيارة اعلان رسمي عن كسر الحصار السياسي والاقتصادي المفروض على قطاع غزة. وقال هنية «إن غزة تستقبل اليوم رجلاً من رجالات الأمة، وزعيماً من زعماء العروبة والاسلام» . وخاطب هنية امير قطر قائلاً «أنت ضيف عزيز كبير، محبب إلى قلوب الملايين من أبناء فلسطين، وإنك من خلال هذه الزيارة تعلن رسميا عن كسر الحصار السياسي والحصار الاقتصادي الذي فرض على قطاع غزة»، متابعاً «نحن نستقبل اليوم رجلاً عظيماً بصفتنا أيضاً شعبا عظيما .. إننا اليوم ندك جدار الحصار .. شكراً يا سمو الأمير .. شكر لقطر». وتابع «نحن اليوم نعلن الانتصار على الحصار من خلال هذه الزيارة المباركة التاريخية التي سيسجلها التاريخ، وسيذكرها أجيال فلسطين وأجيال الامة العربية والفلسطينية». 415 مليون دولار ثم شهد الأمير التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين الجانبين، فقد تم التوقيع على مشروع إنشاء مدينة حمد السكنية ومشروع انشاء مستشفى حمد للتأهيل والاطراف الصناعية ومشروع إعادة انشاء شارع صلاح الدين ومشروع اعادة انشاء شارع الرشيد - الطريق الساحلي ومشروع اعادة انشاء شارع الكرامة الطريق الشمالي. ووافق على زيادة منح المشاريع القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة من مبلغ 264 مليون دولار الى 415 مليون دولار على جميع المشاريع. وصرح القيادي في حركة فتح نبيل عمرو ان زيارة امير قطر لقطاع غزة لن تخل ابدا بوحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني، كما انها لا تعني باي حال تراجع دولة قطر الشقيقة عن تعاملها مع منظمة التحرير كممثل وحيد للشعب الفلسطيني والجهة الوحيدة الناطقة باسمه. واعرب عمرو عن استغرابه انزعاج البعض من هذه الزيارة وفي ذات الوقت دعا امير قطر لبذل جهد اضافي مع حركة حماس كي تستجيب لرغبة الغالبية الكاسحة من الشعب الفلسطيني في انجاز الوحدة الوطنية التي كان اتفاق الدوحة احد المحطات الايجابية على طريقها. بدورها ذكرت صحيفة الجيروزاليم بوست في عددها الصادر أمس أن «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية يتفقان على أمر واحد وهو أن أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني لا ينبغي أن يزور قطاع غزة. وعلق الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية «يغال بالمور» بالقول «من الغريب ألا يساند الأمير كل الفلسطينيين بل يفضل حماس على السلطة والتي لم يقم بزيارة الرئيس محمود عباس في مدينة رام الله»، مشيراً إلى أن الأمير القطري قد اختار الجانب الخطأ داخل المعسكر الفلسطيني وهذا ليس جيداً. نقد فلسطيني وفي السياق ذاته أعرب مسئولون فلسطينيون في السلطة الفلسطينية عن مخاوفهم من أن زيارة الأمير القطري لغزة ستدعم مكانة حركة حماس في صفوف الفلسطينيين، كما أنها ستقوم بدعم سياسة حماس في الساحات العربية الإسلامية والدولية. تعميق الانقسام وانتقد سياسيون ومحللون في الضفة الغربية زيارة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لقطاع غزة, معتبرين انها تساهم في تعميق الانقسام الفلسطيني، فيما رحبت بها حكومة حماس في غزة. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سلطان ابو العينين لتلفزيون فلسطين «كنت اتمنى ان يعلن امير قطر مساهمته في اعمار غزة من مدينة القدس وليس من قطاع غزة»، معتبرا ان «وجوده في غزة يكرس الانقسام الفلسطيني». وقال الكاتب والمحلل السياسي مهند عبد الحميد لوكالة فرانس برس ان «الاتصال الذي اجراه الامير القطري مع الرئيس عباس غير كاف وما تقوم به قطر الآن برأيي انتهاك صريح للشرعية الفلسطينية بدعم عربي ودولي لترسيخ امارة مستقلة في غزة». واضاف «للمرة الاولى يتم التعامل مع حركة حماس التي اعتبرت غالبية دول العالم انها انقلبت على السلطة في غزة خاصة وان المرجعية السياسية الشرعية للشعب الفلسطيني هي منظمة التحرير الفلسطينية». وتابع ان «قطر اليوم تعطي شرعية للانقلاب على الشرعية الفلسطينية وهذا تطور خطير (...) وتدفع حماس الى زيادة تعنتها في تحقيق المصالحة الفلسطينية». وفي القاهرة ,هاجم المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني نمر حماد زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى قطاع غزة ، وكذلك المساعي الرامية إلى إقامة منطقة حرة بين القطاع ومصر, محذرا من أن هذه الخطوات قد تفهم من قبل دول العالم على أن غزة باتت كيانا سياسيا وحكومة غير السلطة الفلسطينية الشرعية بقيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن . وطالب حماد قطر بعدم تغذية النزعة الإنفصالية لدى قيادة حركة حماس.. وقال «نتمنى ألا تقوم أي دولة عربية شقيقة بتغذية نزعة قيادات غزة بأنهم يمكنهم الحصول على شبه دولة، أو القيام بزيارات تعمل لإعطاء غزة وضعا بأنها شبه دولة مستقلة، وهذا خطير جدا على القضية الفلسطينية «. واعتبر حماد في مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة أن رفع الحصار لا يبرر اى شيء يحدث ، مثل إقامة منطقة حرة، وقال «ليس دائما من اجل الدعم المالي نضحي بالقضية الأخطر، والسيد المسيح قال : ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان».