اصطفَّ المرحبون بوصول أمير دولة قطر، الشيخ حمد بن خليفة، أمس إلى معبر رفح على الجانب الأيسر للبساط الأحمر، لكن الابتسامات التي قدموها للضيف الكبير لم تُخفِ نقصاً في تفاصيل المشهد بعد مقاطعة حركة فتح وأغلب فصائل منظمة التحرير الفلسطينية للاستقبال احتجاجا على الزيارة التي اعتبروها «تشجيعا لاستمرار الانقسام». وقال القيادي في حركة فتح بقطاع غزة، يحيى رباح، إن حركته اتخذت قراراً بعدم المشاركة في استقبال أمير قطر خلال زيارته غزة، بسبب تجاهلها خلال التحضير للزيارة، متسائلا «كيف سنشارك في شيء لسنا في تفاصيله منذ البداية ولم يُجرِ أحد مشاورات معنا حول الزيارة وهدفها؟». واعتبر رباح أن الزيارة إذا كانت تأتي في سياق الاعتراف بشرعية تمثيل حكومة غزةللفلسطينيين فإنها تعد تعزيزاً للانقسام، موجهاً رسالة لحماس بالقول «لكي تحصل حماس على الشرعية الوطنية العربية والدولية يجب أن تكون جزءاً منسجماً من الشرعية الوطنية الفلسطينية أولاً، ومن يتجاهل هذه المعادلة الدقيقة يعمل على توسيع الانقسام الفلسطيني». وفي السياق ذاته، اتهم أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، حماس باستغلال الزيارة لتكريس الانقسام الفلسطيني والمراهنة على وجود تعامل عربي معها، مؤكدا، في تصريحات ل «الشرق»، أن منظمة التحرير هي الممثل الوحيد لشعب فلسطين، وفي حال أي ترتيب لزيارات للأراضي الفلسطينية ينبغي أن يكون التنسيق من خلالها فقط. كل الترتيبات كانت جاهزة لاستقبال الأمير، تعزيزات أمنية غير مسبوقة، أعلام وصور وشعارات، بساط أحمر وحرس شرف ومنصة استقبال، وقبل كل ذلك معبر أغلقت أبوابه على مدى سنوات طويلة اختُصِرَت في كلمة «الحصار» وسُمِحَ له أخيرا بأن يشهد أول زيارة لقائد عربي إلى غزة منذ عام 1999. 400 مليون دولار قيمة المشاريع القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة شجعت هنية أن يقول أمام ضيفه غير العادي «نعلن كسر الحصار السياسي والاقتصادي عن قطاع غزة»، ليبدأ مشهد توقيع الاتفاقيات بين قطر والمؤسسات التي ستنفذ هذه المشاريع. مدينتان سكنيتان إحداهما تحمل اسم الشيخ حمد والأخرى للأسرى المحررين، ومستشفى ومبانٍ حكومية ورصف طرق من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، مشاريع وضع الضيف القطري حجر الأساس لها، مارا بآلاف الأعلام القطرية التي زرعت في كل المناطق التي زارها والطرق المؤدية لها ما حوّل قطاع غزة إلى ما يشبه ولاية قطرية ولو لعدة ساعات. «الشيخة موزة «، حرم الأمير، سرقت حديث الشارع الغزي الذي لم يعتد على رؤية زوجات الأمراء والرؤساء منذ أن غادر عرفاتغزة مع زوجته «سها»، الضيفة حرصت على أن تبحث عن لقاء طلاب «برنامج الفاخورة لدعم الطلاب الفلسطينيين»، تلك البصمة التي وضعتها لتخلد ذكرى مذبحة مدرسة الفاخورة خلال الحرب على غزة. في المقابل, قال المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية، بيجال بالمور، إن أمير قطر “ألقى بالسلام تحت عجلات الحافلةمن خلال قراره دعم منظمة إرهابية تنغص حياة الاسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”.