في زيارة نادرة الى غزة وُصفت بالتاريخية، دشّن أمير قطر سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس عدداً من مشاريع التنمية في القطاع المحاصر، وأعلن اسماعيل هنية رئيس حكومة غزة أن الشيخ حمد قرر رفع المساعدة المخصصة لمشروعات إعمار القطاع من 254 مليوناً الى 400 مليون دولار. وقال هنية في كلمة خلال حفل وضع الحجر الاساس للمدينة السكنية التي تحمل اسم امير قطر في خان يونس جنوب قطاع غزة «أن سمو الامير وافق على زيادة المنحة القطرية لتصبح 400 مليون دولار بدلا من 254 مليوناً»، وأضاف «ان المنحة الاضافية تشمل خصوصاً زيادة عدد الوحدات السكنية في مدينة الأمير حمد السكنية ليصبح «ثلاثة آلاف وبناء مدينة سكنية للأسرى المحررين بقيمة 25 مليون دولار واقامة مركز للاصلاح والتأهيل بقيمة ثمانية ملايين دولار»، ورفعت قيمة مستشفى الاطراف الصناعية والصم الى 15 مليون دولار بدلا من 2,5 مليون دولار. وبحضور هنية وأمير قطر وقّع رئيس اللجنة القطرية لاعادة اعمار قطاع غزة السفير محمد العمادي عقوداً مع شركات استشارية فلسطينية ستتولى اعداد التصاميم والاشراف لخمسة مشاريع ضخمة. وهذه المشاريع هي انشاء مدينة اسكان الامير حمد التي تتألف من الف وحدة سكنية ومدرستين ومركز صحي وآخر تجاري ومسجد، ومستشفى حمد للاطراف الصناعية والصم. اما المشاريع الثلاثة الاخرى فهي انشاء طريق صلاح الدين بطول 28 كلم وشارع الرشيد الساحلي (الكورنيش) بطول 35 كلم وشارع «الكرامة» على طول شرق قطاع غزة. وأكد هنية ان زيارة الشيخ حمد الى غزة تعتبر «كسرا للحصار السياسي والاقتصادي». وقال في كلمة خلال حفل وضع الحجر الاساس لمدينة حمد السكنية في خان يونس «اليوم ندك جدار الحصار (...) ونعلن الانتصار على الحصار من خلال هذه الزيارة المباركة شكرا لقطر». واضاف موجها كلامه لامير قطر «انت اليوم تعلن رسميا كسر الحصار السياسي والاقتصادي الذي فرض على قطاع غزة (...) هذا الحصار الظالم الذي فرضته قوى الظلم والطغيان». واكد هنية بلهجة حماسية وسط تصفيق من الحضور «هنيئا يا شعب غزة ويا شعب فلسطين في هذا اليوم المبارك»، مشددا على انه «ليس فينا وليس منا من يفرط في ذرة تراب من ارض القدسوفلسطين». وقال هنية للامير «اليوم في غزة العزة وغدا في القدس المحررة اهلا وسهلا بك». وكان الشيخ حمد وصل في وقت سابق من صباح أمس برفقة عقيلته الشيخة موزة الى معبر رفح الحدودي في قطاع غزة في زيارة لعدة ساعات للقطاع المحاصر. وأقلت مروحية مصرية أمير قطر من مطار العريش الى الجانب المصري من معبر رفح، لينتقل بعد ذلك فورا الى الجانب الفلسطيني في المعبر حيث كان في استقباله رئيس حكومة غزة اسماعيل هنية. وعلى الفور عزف النشيدان الوطنيان الفلسطيني والقطري ثم استعرض امير قطر وهنية حرس الشرف ثم صافح الامير الضيف كبار مستقبليه من قادة حماس بينهم محمود الزهار وخليل الحية وصالح العاروري الذي وصل غزة صباحا، ووزراء الحكومة المقالة وقادة اجهزتها الامنية. وانتقل هنية بصحبة الامير الى قاعة استقبال كبار الزوار للقاء قصير قبل أن يتوجها مباشرة الى خان يونس لوضع الحجر الاساس لمدينة حمد السكني. ويضم الوفد القطري كبار المسؤولين وبينهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم. في رام الله، انتقد سياسيون ومحللون زيارة أمير قطر، معتبرين انها تساهم في تعميق الانقسام الفلسطيني. ومع ذلك، دعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان عقب اجتماع مساء الاثنين الى «عدم مواصلة سياسة اقامة كيان انفصالي في قطاع غزة» لان ذلك «يخدم اساسا المشروع الاسرائيلي». وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» سلطان ابو العينين لتلفزيون فلسطين «كنت اتمنى ان يعلن أمير قطر مساهمته في اعمار غزة من مدينة القدس وليس من قطاع غزة»، معتبرا ان «وجوده في غزة يكرس الانقسام الفلسطيني». -على حد تعبيره- ونشرت صحيفة «الايام» الفلسطينية التي تصدر في رام الله رسما كاركارتوريا كتب فيه «فلسطين موحدة (...) لا اهلا ولا سهلا بالمقسمين». وخرج القيادي الفتحاوي نبيل عمرو بموقف مغاير اذا اعتبر «ان زيارة أمير قطر لن تخل ابدا بوحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني، كما انها لا تعني باي حال تراجع دولة قطر الشقيقة عن تعاملها مع منظمة التحرير كممثل وحيد للشعب الفلسطيني والجهة الوحيدة الناطقة باسمه»، وعبر في تصريح صحافي عن استغرابه من انزعاج البعض من هذه الزيارة.