سألني شاب عاطل عن مهنة تدر ذهباً دون جهد كبير فاستعرضت معه قائمة المهن التي تحاول وزارة العمل إقناع الشباب بالانخراط فيها، ووجدت أغلبها يحتاج جهداً بدنياً، ومواجهات مع «عادات» المجتمع ونظراته. لذا اقترحت عليه ثلاث مهن مربحة جداً لم تدرجها «العمل» في قائمتها، ولايجد فيها الشاب حرجاً مع مجتمعه، وكفيلة بأن تحوله من عاطل إلى هامور في فترة وجيزة. أول هذه المهن «لاعب كرة» في الأندية الأربعة الكبار، وثانيها «مروج» تأشيرات، والثالثة وهي أكثرهن «إدراراً» للدراهم وهي تفسير الأحلام! والحق يقال إن الأولى تختلف عن البقية من حيث السلبيات، وعلى مستوى الجهد قد تحتاج جهداً بدنياً يقترن بالاستناد على عضو شرف «يرش» بشرط الابتعاد عن التسجيل في نادي النصر، والثانية تحتاج فقط لقراءة جغرافية ونفسية مكاتب العمل جيداً ؛ أما الثالثة فلاتحتاج إلا لمطالعة ثلاثة كتب عن تفسير الأحلام، والقناعة بأن كل المتصلين «جاهزون» لزرع مزيد من الأوهام في عقولهم، وبعد ذلك الشاطر يشوف شغله. هذه الثلاث مهن غير مسجلة في قائمة وزارة العمل، ولكنها سجلت ممتهنيها في قوائم الأثرياء ؛ أما بقية المهن فهي تحتاج حروباً مع «الكسل»، و«ثقافة العيب»، والدليل أين الشاب السعودي الذي سيعمل في مهنة «سباك، بائع أحذية، جزار، جلاء بلاط، حلاق جلود، حفار قبور ..».