«لو عدت لشبابي، لعملت سباكا بشكل مؤقت، وبأعمال الصيانة بشكل عام». هذه الكلمة قصد بها صاحبها تحبيب العمل الحرفي للشباب وعدم تحقير المهن اليدوية التي يحتاجها المجتمع، لكنها أمطرته بسهام تعليقات القراء التي وجدت فيها مبالغة كبيرة واستهانة بعقلياتهم. *** إن ممارسة مهنة من المهن شيمة من شيم عظماء التاريخ، فما من نبي إلا وكان يسترزق من كد يمينه وعرق جبينه، فمنهم من كان مزارعاً، ومنهم من كان حداداً، ومنهم من كان يصنع الجلود، ومنهم من كان تاجراً، وكثير منهم كانوا رعاة أغنام. وهناك أحاديث كثيرة تحض على العمل اليدوي، والإنتاج الشخصي مثل الحديث الذي يقول: (ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده). *** إن العمل شرف مهما كانت المهنة، طالما أنها مهنة شريفة. وأذكر أن كثيرين, والكاتب أحدهم، نظروا بكثير من الاحترام لتصريحات قالها وزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق الدكتور علي النملة أكد فيها أنه عمل في مرحلة من حياته في مهنة السباكة. الفرق هنا هو نبرة الصدق التي أحسها الناس في كلام كلا الرجلين. فليس المهم هو الكلام المُطلق بل الصدق في القول. نافذة صغيرة: [العمل الحرفي هو العمود الفقري الذي تقوم عليه الصناعة، وترتكز عليه النهضة.. من هنا لابد أن تكون القناعة الأولى في حياتنا هي تغيير نظرتنا الدونية للعمل الحرفي.] عمرو خالد