أثار مقتل رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري في تونس، لطفي نقض، عاصفة سياسية في البلاد وزاد من حدة الاستقطاب بين حركة النهضة الإسلامية، قائدة الائتلاف الحكومي، وحركة «نداء تونس» العلمانية المعارضة. وقُتِلَ «نقض» أمس الأول في مدينة تطاوينجنوب البلاد، وكان يشغل أيضا منصب المنسق الجهوي لحركة نداء تونس، التي تضم شخصيات محسوبة على النظام السابق، في تطاوين. وحدثت الوفاة في خضم مواجهات بين متظاهرين يدعون ل «تطهير» الإدارة التونسية من «أزلام النظام السابق» وبين من كانوا موجودين في مبنى الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري ومن بينهم «نقض». من جانبها، أصدرت وزارة الداخلية التونسية بياناً استبعدت فيه أن تكون عملية القتل مقصودة أو مدبرة. وذكرت الوزارة أن جثة لطفي نقض لا تحمل أي آثار عنف ظاهرة وأنه كان يشكو من مرض قلبي مزمن. بدوره، أكد رئيس «نداء تونس»، الباجي قائد السبسي، أن مقتل لطفي نقض يعد «أول عملية اغتيال سياسي في تونس»، ووصف، في مؤتمر صحفي أمس، ما حصل بأنه «عملية مدبرة». وقال السبسي إن «الأحزاب التي تعمل على إقصاء نداء تونس أقصت نفسها واختارت العنف بديلا عن الحوار»، في إشارة إلى حزبي النهضة والمؤتمر اللذين كانا أبرز المتغيبين عن مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد الأسبوع الماضي تحت إشراف الاتحاد العام التونسي للشغل أكبر وأعرق المنظمات النقابية في تونس. و في رده على سؤال ل «الشرق» بخصوص ما ورد في بيان وزارة الداخلية، أوضح السبسي أنه استمع إلى روايات عديد الأطراف الحكومية ومرتكبي الجريمة واصفا كلامهم بأنه «كذب وبهتان» .