لا أحد ينكر فداحة الجريمة البشعة التي أقدمت عليها الخادمة الإندونيسية «كارني» من فصل رأس الطفلة «تالا» عن جسدها، والتي تناولتها وسائل الإعلام بشيء من الإسهاب والتمحيص، وما كان من تبعات جريمة القاتلة من حادث والد «تالا»، وسقوط ضحيتين أخريين شاءت أقدار المولى عزّ وجلّ أن يكونا ضمن أحداث الفاجعة، التي نسأل المولى عزّ وجلّ لجميع الأطراف فيها الرحمة والغفران، وأن يحقق القضاء عدله بشأن تلك الخادمة. لكن ماذا بعد تالا؟ يبقى هو السؤال الأهم. وفي تركيبة مجتمعنا الحديث، بعد خروج المرأة والرجل للعمل، والبعد عن المنزل، ووجود الأبناء مع الخدم، وفي ظل غياب الرقابة، من الممكن أن تحدث أكثر من جريمة، كجرائم العنف بالضرب والإهمال من قِبل الخدم، وهذا الوضع بالتأكيد ينشئ أبناءً إما عدوانيين، أو متخاذلين منسحبين نفسياً في مراحل متقدمة من العمر، لما لأحداث الطفولة، سواء كانت إيجابية، أو سلبية، من أثر بالغ في تكوين شخصية الطفل، وبالتالي يجب علينا كمسؤولين، وكل في مجاله، الإدراك والتحرك السريع لوضع حلول عملية لحفظ تربية إيجابية كريمة ينشأ عليها أبناؤنا، وينمون بشكل متزن يحقق لهم الصحة النفسية في المستقبل. توقفت كثيراً عند مداخلة حاكم إمارة الشارقة الدكتور سلطان القاسمي، في إذاعة الشارقة، يوم الأربعاء 3/ 10/ 2012م، وحسه الوطني العالي عندما شاهد مدى الأذى الجسدي المصور والمعروض على قناة دبي لطفل يبلغ من العمر ستة أشهر على يد خادمة، وتحليله الموقف، ووضع حلول سريعة عن طريق تطوير الحلقة الأولى التعليمية، ومرحلة الحضانة، ورياض الأطفال، وتكفل حكومة الشارقة بفتح 66 دار حضانة فوراً في أحياء الشارقة، مبنية ومصممة على أحدث التقنيات، وتباشر العمل فيها خريجات مؤهلات على أعلى المستويات، فقام بحل المشكلة وإيجاد فرص عمل. كم نحن للتكافل حفاظاً على لحفظ كرامة وشخصيات أبنائنا، ولإيجاد حلول عملية بدلاً من البكاء والتباكي على مشكلاتنا التي تظهر على السطح كل يوم.. وما خفي كان أعظم.