أعاد فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة القصة القصيرة إلى أمسيات المؤسسات الثقافية في المحافظة بعد فترة امتدت إلى نحو عام، عبر أمسية قدم فيها الفنان التشكيلي أحمد فلمبان عزفاً منفرداً على آلة عود للشاعر الراحل حمزة شحاتة. وشهدت الأمسية، التي أقيمت مساء أمس الأول (الأحد)، جدلاً حول القيمة التاريخية لعود شحاتة، الأمر الذي فتح الحديث حول وجود تسجيلات فنية للشاعر الراحل، لم يتم الاطلاع عليها إلا في حدود دائرة ضيقة من المقربين للشاعر، الذي عرف عنه أداؤه لكثير من الأعمال الفنية الشعبية السائدة خلال الفترة التي عاشها ما بين جدة والقاهرة (1910 -1972م). الأمسية التي شارك فيها ثلاثة قاصين (خالد المرضي، محمد الراشدي، وعلي السعلي)، غلب عليها الطابع الإبداعي، وتجاور فيها الأدب والفن، وتنوعت أجواؤها ما بين تفاعلات المرضي، وأداء الراشدي، والطابع المسرحي للسعلي. وكانت الأمسية، التي غاب عنها النقاد، بدأت باستعراض مديرها، خالد الكديس، السير الذاتية للمشاركين، موضحا أن المرضي أصدر عدة إصدارات بينها مجموعة «نصوص العتمة» ورواية «مصابيح القري»، وأن الراشدي قاص وناقد له مجموعة قصصية بعنوان «احتضاري»، وأشار إلى أن سيرة السعلي سيرته توزعت ما بين القصة والشعر. وفي الجولة الأولى قرأ المرضي نصاً بعنوان «ملائكة الفجر»، فيما قرأ الراشدي نص «احتضاري» بعد أن قال إن كل ما سيقرأه من نصوص هو إهداء إلى «عبدالله باخشوين.. قامة السرد الفارعة». وقبل أن يقرأ السعلي قصصه تحدث عن سبب تسميته ب»السعلي»، مشيراً إلى أن الاسم جاء من إحدى الأساطير الشعبية في منطقة الباحة، ثم ألقى نصا بعنوان شرفة الغرق. لتبدأ بعد ذلك جولتان ثانية وثالثة قرأ فيها المشاركون عددا من نصوصهم القصصية. وقدم فلمبان عزفا منفردا على العود في بداية الأمسية ونهايتها، وما بين إلقاء المشاركين نصوصهم، كاشفاً عن موهبة أخرى له بعيدة عن الفن التشكيلي.