احتفى مهرجان أبوظبي السينمائي يوم الخميس الماضي في دورته السادسة بالمنتج السعودي محمد التركي، الذي يقيم ويعمل في الولاياتالمتحدة، وأنتج سبعة أفلام عالمية في هوليود وبمشاركة الفنانين العالميين، حيث كان فيلم الافتتاح “أربيتراج”. ومنذ الانطلاقة الأولى لهذا المهرجان السينمائي وهو يحتفي بالتجارب السينمائية السعودية من مخرجين شباب إلى نقاد سينمائيين ومحكمين. وفي دورته الأولى قبل ستة أعوام كانت هيفاء المنصور ضمن لجان التحكيم للمهرجان، وتقدم ورشاً للشباب المقبلين على التجربة السينمائية. وما مرّ عام على هذا المهرجان ربما أو غيره إلا وهناك ما يزيد على عشرة أفلام مشاركة ضمن مسابقة الأفلام القصيرة، يفوز منها على الأقل ثلاثة أفلام ضمن جوائز المهرجان. وهذا ما يجعلنا نقول لماذا يحتفي الغرباء بشبابنا بينما لا يتمكن المواطن والمتابع سوى مشاهدة أعمالهم على (اليوتيوب)، أو ضمن المواقع الإلكترونية. وقبل مهرجان أبوظبي السينمائي احتفل مهرجان البندقية بالمخرجة السعودية هيفاء المنصور ضمن فيلم (وجدة)، ويظل شبابنا السعودي يحصد ويشارك في المهرجانات العالمية بأفلامه القصيرة وفي لجان التحكيم لمهرجاني (أبوظبي ودبي) السينمائيين، وضيوف شرف في مهرجانات (البندقية، روتردام…). ليعودوا بعدها إلى وظائفهم ومجتمع لا يقدّر عملهم السينمائي أو الفني، وربما يعدّونه مجرد حالة من العبث. وسبق هؤلاء جميعاً المخرج العالمي عبدالله المحيسن الذي تخرج في العاصمة البريطانية عام 1974م وكان أول مخرج سعودي صاحب فيلم (ظلال الصمت)، الذي شارك في ستة مهرجانات عالمية من بينها مهرجان (كان وروتردام) في عام 2006م. السؤال الذي يتبادر إلى الذهن، متى سنرى هذه العقول تعرض أعمالها داخل الوطن. وتقدم صناعة حقيقية للسينما يستطيعون من خلالها خدمة جيل من الشباب المقبل على هذه الصناعة، ويحصلون على خبرتهم من الداخل وليس من الخارج. ولا ننسى أن ملتقى المثقفين الثاني (ديسمبر 2011م) أوصى بإنشاء أكاديمية خاصة للمسرح والسينما، وأكد على ذلك نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، حينها، حيث قال إن من أهداف الوزارة (تثبيت أقدام المسرح السعودي، وقد نحتاج إلى وقت طويل لتأسيس بنى تحتية لمثل هذه الفنون الأدائية من مسرح وسينما)، مؤكداً على (أن المسرح والسينما سيأخذان الصفة الشرعية في المملكة قريباً)، ومر على هذا التصريح والتوصيات ما يزيد على 11 شهراً. نمتلك في المملكة شرائح كبيرة تهتم بالصناعة السينمائية، وكوادر شبابية تحصد الجوائز في الخارج، ومهرجانات تحتضن العقل السعودي، وفي اعتقادي أننا وصلنا للمرحلة التي يجب فيها احتضان جميع كوادرنا قبل أن يقوم الغرب باستغلال هؤلاء الشباب ليكونوا ضمن آلية التشويه الإعلامي الممنهج ضد مملكتنا الحبيبة.