يعتبر التدفق المعلوماتي الهائل الذي نعيشه اليوم كبيرا ومفصلا وهو أقرب للخيال منه إلى الواقع. هذا التدفق جاء نتيجة التزاوج بين وسائل الاتصال مع قواعد البيانات والحواسيب الأمر الذي أنتج ثورة معلوماتية غيّرت حياة البشرية تغييرا جذريا. وقد كانت المنشآت التجارية وبالذات منشآت قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة أكثر المستفيدين ولكنها في رأي العديد من أصحابها أحدثت تشويشا كبيرا صعّب التمييز بين الغث والسمين. ولتفادي هذا التشويش يتطلب الأمر وجود معلومات إحصائية لكل الزوايا الرئيسية داخل المنشأة تساعد على معرفة مدى التغيير الحاصل في مواطن القوة والضعف داخل المنشأة وبالتالي إمكانية الربط بين وضعها الحالي مع ما تحتاجه من معلومات للإصلاح والتطوير. وحتى نحصل على معلومات إحصائية ذات مصداقية يتطلب الأمر وجود نظام تحليل معلومات بركائزه الأساسية الثلاث: التجميع – والمعالجة – والتقارير. نظام التحليل يبدأ بوجود معلومات يتم تجميعها بانتظام ويفضل أن يكون هذا التجميع من ضمن المهام اليومية التي لايجوز التهاون فيها أو التقليل من أهميتها. هذه المعلومات الخام تحتاج لمعالجة حسب ما يراد لهذه المعلومات أن تُبرز. المعالجة هنا هي تطبيق الفن الإحصائي على المعلومات التي تم تجميعها سابقا. والناتج هي التقارير للزوايا الرئيسية التي يراد إبرازها والتي على أساسها عمل المقارنات الضرورية وبناء الاستراتيجيات المستقبلية. عند الحصول على المعلومات النهائية يمكن في هذه الحالة مقارنتها بالمعلومات التي تأتي من خارج المنشأة وفي هذه الحالة لا خوف من التشويش فالطريق مضاء جيدا بمعلومات ذات مصداقية من الداخل يمكن بموجبها اختيار الأفضل للإصلاح أو التطوير.