علمت «الشرق» من مصادر داخل الحركة الإسلامية في الاردن أن الحركة تراجعت في اللحظات الأخيرة عن إرسال وفد رفيع يرأسه المراقب العام همام سعيد كان يفترض أن يغادر مساء أمس إلى القاهرة ضمن مهمة تتعلق بالخلافات داخل الحركة. وكان جناح الصقور في الحركة يحاول عبر الزيارة الملغاة أن يثني مكتب الإرشاد العالمي عن تأييد شكوى سابقة قدمها جناح الحمائم حول سيطرة الصقور على كل مفاصل الجماعة في الأردن، لكن الزيارة ألغيت بسبب خلافات داخلية حول الموضوع برمته. الشكوى التي كانت «الشرق» انفردت بنشر تفاصيل عنها قبل أسبوعين ونشرت نبأ وفد الصقور الذي زار القاهرة سراً إثرها، اكتسبت زخماً إضافيا، حيث أوصت لجنة الحكماء في جماعة الإخوان في الأردن في قرار سري لها صدر قبل أيام بحل الهيئات القيادية في الجماعة وإعادة تشكيلها من جديد، خصوصاً وأن الخلافات تصاعدت إلى حد أصبح يهدد وحدة موقف الجماعة، وهو ما كان ملحوظاً في مسيرة الحركة الإسلامية التي لم يشارك جناح الحمائم في الحشد لها بشكل جدي. ويزيد تعقيد الموقف أن قرار لجنة الحكماء هو توصية وغير ملزم، كما أن مكتب الإرشاد العالمي لا يمتلك كذلك صلاحيات حل الهيئات المختلفة، فيما تبقى سلطته معنوية بالدرجة الأولى. ويمتلك مجلس شورى جماعة الإخوان في الأردن صلاحيات حل الهيئات المختلفة. يشار إلى أن أزمة الجماعة تفاقمت بعد فوز الصقور بكافة المقاعد القيادية في الجماعة وفي حزب جبهة العمل الإسلامي، ذراعها السياسي، وبفارق بسيط عن الحمائم، في حين تقدم تيار الحمائم بطعون في نتائج انتخابات بعض الشعب، متهمين خصومهم باستخدام المال السياسي. ويعتقد أن جوهر الخلاف هو حول كيفية التعامل مع النظام، حيث يعتقد الحمائم أن الصقور يحاولون تحصيل مكاسب من النظام لصالح الأردنيين من أصل فلسطيني. من ناحية أخرى علمت «الشرق» أن وفد الحركة الإسلامية الذي تم إلغاء زيارته إلى القاهرة كان سيحاول أثناء الزيارة تحصيل مكسب سياسي يتمثل في استخدام علاقاته مع تنظيم الإخوان في مصر لضمان موافقة الحكومة المصرية على إعادة تدفق الغاز إلى الأردن، ذلك عبر الأنبوب الذي يتعرض باستمرار لعمليات تفجير توقف تدفقه. وكان وزير الخارجية الأردني توجه إلى الحركة الإسلامية في برنامج حواري عبر قناة تليفزيونية محلية، وطلب منها التوسط مع مصر بهذا الخصوص. ويعاني الأردن من عبء فاتورة الطاقة، وتتضاعف المشكلة مع توقف تدفق الغاز المصري الذي يعتمد عليه بشكل كبير في إنتاج الكهرباء.