أكد قيادي بارز في الحركة الإسلامية في الأردن ل»الشرق» أن الحركة ستتخذ قريباً قرارات مهمة فيما يتعلق بالعلاقة الأردنية الفلسطينية، فيما جاءت نتائج انتخابات الشُعَب في جماعة الإخوان المسلمين التي جرت قبل أيام بعدة مؤشرات، لعل أهمها تراجع ما كان يوصف سابقاً بالانقسام على أساس الأصول داخل الجماعة بين شرق أردنيين والأردنيين من أصل فلسطيني. وتقول مصادر «الشرق» من داخل الجماعة أن التنافس في تلك الانتخابات كان على أسس ومسائل أخرى لا علاقة لها بذلك الانقسام، أو التمايز كما يصفه البعض. وتضيف المصادر أنها تعتقد أن فك الارتباط التنظيمي بين الحركة الإسلامية في الأردن وحركة حماس ساعد في التخفيف من ذلك التمايز على ما يبدو. ويقول الكاتب في صحيفة الدستور الأردنية ماهر أبو طير في تصريح ل»الشرق» إن التمايز داخل الحركة الإسلامية يأتي على أساس الاتجاهات السياسية، والتي يمكن قراءتها على أساس الأصول والمنابت في حالات كثيرة وفي مواقف محددة. ولكنه أضاف أنه لا يوجد انقسام بالمعنى الحرفي، ولا يؤدي إلى شق الحركة عمودياً إلى شرق أردنيين وأردنيين من أصل فلسطيني. وأضاف أبو طير: تيار الصقور في أغلبه من «غرب الأردنيين»، وهم يميلون إلى توسيع مظلة الحركة بشأن أولوياتها وأجنداتها باتجاه قضايا عربية وإسلامية، وخصوصاً القضية الفلسطينية، كما كان يتمسك بقوة بالعلاقة مع حماس وأولوياتها. فيما تيار الحمائم معظمه من شرق الأردنيين، ولا يميل إلى التشدد ولا إلى المواجهة مع الدولة، ويميل إلى ترتيب أولويات الحركة بوضع المسائل الداخلية الأردنية أولاً. واستدرك أبو طير بذكر مثال عن أن ذلك التقسيم بين التيارين ليس مطلقاً، مشيراً إلى القيادي في الحركة زكي بني ارشيد، وهو شرق أردني، ولكنه من رموز الصقور، ومن أكثر من يمكن أو يوصفوا بأنهم «حمساويون» حسب أبو طير. ولكن أبو طير لم يشارك مصادر «الشرق» في تأثير قرار فك الارتباط، حيث يرى أن ذلك القرار لم يؤثر لا سلباً ولا إيجاباً على حالة التمايز الموجودة، وأرجع ذلك إلى أن فك الارتباط لا يسري على الجانب العقائدي والوجداني. من ناحيته قال رئيس الدائرة السياسية في جماعة الإخوان المسلمين رحيل الغرايبة ل»الشرق» إن الحركة موحدة وليست منقسمة، وهي الآن في أفضل حالاتها، وهناك إجماع واسع داخل الحركة على برنامج إصلاحي وحد الأغلبية الساحقة من أعضاء الحركة. وأشار الغرايبة إلى مشكلات واجهتها الحركة قبل عدة أعوام، موضحاً أنها كانت بطريقة أو بأخرى على خلفية العلاقة مع حماس وبسبب التداخل التنظيمي معها، وهو ما أظهر الخلاف وكأنه على أساس الأصول، ولكن الخلاف لم يكن إقليمياً ولا على أساس الأصول. وأضاف أنها كانت خلافات طبيعية وبحجمها الطبيعي، ومسألة مؤقتة، وقد تم تجاوزها بشكل كبير. وأضاف الغرايبة: الأيام المقبلة ستشهد قرارات مهمة من الحركة لمعالجة هذه المسألة داخلها وفي المجتمع الأردني، وبالذات فيما يتعلق بقرار فك الارتباط مع الضفة الغربية.