دخلت تركيا على خط الأزمة اليمنية من خلال تنظيمها لقاءاتٍ مع قوى سياسية واجتماعية ودينية في اليمن، وهو ما اعتُبِرَ سعياً من أنقرة للوجود في المنطقة عبر بوابة اليمن بمحاذاة النفوذ الإيراني الذي أصبح مثار انتقادات دولية ومحلية واسعة. وكشفت مصادر يمنية ل «الشرق» عن لقاءات تجريها منظمات تركية برعاية رسمية وأمنية من الجانب التركي مع جهات يمنية عديدة، وذلك خارج اليمن. وقالت المصادر: إن تركيا نسّقت مؤخرا عدداً من اللقاءات بين القوى السياسية الفاعلة، وأبرزها الإخوان المسلمون وحركة الحوثيين وقيادات جنوبية معارضة تقيم في الخارج ولها نفوذ في أوساط فصائل الحراك الجنوبي. وبيَّنت المصادر أن الجانب التركي جمع الأسبوع الجاري بين قيادات بارزة في حزب الإصلاح، الذراع السياسية للإخوان، وقيادي في حركة الحوثيين وشخصيات جنوبية معارضة، وذلك في القاهرة، وبتنظيم من إحدى المنظمات التركية المدنية، وهي ذات الطريقة التي بدأت إيران من خلالها حشد أنصارها السياسيين في اليمن . وقالت المصادر: إن الخطوط العريضة للتحركات التركية، حسب ما تعلنها الجهات المشمولة باللقاءات، تقوم على تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية المختلفة حيال مجموعة من القضايا التي تشهد صراعا حول تفاصيلها. وذكرت المصادر أن تركيا، عبر نشطاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم فيها، نصحت حركة الإخوان المسلمين في اليمن بعدم المغامرة بالدخول في صراعات مبكرة مع القوى السياسية والجماهيرية في البلاد، وتجنب إظهار الإخوان كشريك للدولة في فرض القانون ومقاومة الخارجين عن سلطة التسوية السياسية وأهدافها.وبحسب المصادر، فإن الأتراك شددوا على حزب الإصلاح وقادته، في لقاءات جمعت الطرفين في تركيا وبيروت، عدم تقديم أنفسهم كطرف فائز بمخرجات انتقال السلطة في اليمن بموجب المبادرة الخليجية، والحفاظ قدر المستطاع على جوٍّ من الوئام مع شركائهم في أحزاب اللقاء المشترك، وبالتحديد القوى اليسارية.