يبدو أن الأزمة السورية بدأت تلقي بظلالها على دول الجوار باتجاه المزيد من التصعيد خاصة بعد قصف قوات الأسد لبعض المناطق التركية القريبة من الحدود ما استدعى رداً تركياً على المستوى العسكري والسياسي بعد أن صوّت البرلمان التركي بالسماح للجيش التركي بشن هجمات خارج الحدود، وهذا يعني أن تركيا التي حاولت أن تبتعد عن التورط في أحداث سوريا بشكل مباشر، أصبحت مضطرة للدفاع عن نفسها والرد على مقتل مواطنيها بنيران قوات الأسد، وفي حال واصلت قوات الأسد الاعتداء على أراضيها ستجد تركيا نفسها أمام خيار صعب طالما سعى الأسد لجرها إليه وتحويل الصراع مع الشعب السوري إلى حرب إقليمية، يعتقد أنها ستبقيه على دعم روسي وإيراني بالإضافة إلى حزب الله اللبناني بالرجال والمال والسلاح. وكان الأسد مع نهاية العام الماضي هدد بأنه سيحرق المنطقة إذا ما حصل تدخل خارجي، وطالما أن التدخل الخارجي لم يحصل رغم فظاعة ما يجري في سوريا، لحسابات إقليمية ودولية، فسيبقى الشعب السوري يواجه مصيره وحيدا. بعد عجز النظام طيلة السنة والنصف الماضية عن إخماد الثورة ضده، يبدو أنه قرر أن يجر أطرافاً إقليمية لهذا الصراع خاصة أن مواقف حكام موسكووطهران لم ولن تتغير في المضي حتى النهاية في دعمه، ويبدو أن زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى بغداد تأتي ضمن هذا السياق في محاولة من طهران لتوحيد الموقف مع حكومة المالكي تحسبا لتطورات محتملة وحدوث تصعيد على الجبهة بين نظام الأسد وتركيا، في وقت يدفع فيه حزب الله اللبناني بمزيد من قواته لمساندة الأسد، وذكر نشطاء الثورة السورية أن حزب الله دفع خلال الأيام الماضية بأعداد إضافية من مقاتليه إلى داخل سوريا وأن عناصره دخلوا بلدة جوسية الحدودية في محافظة حمص، ويأتي هذا التطور بعد مقتل قائد العمليات العسكرية للحزب في سوريا الأسبوع الماضي. ويرى مراقبون أن الأسد قد ينجح في جر المنطقة إلى حرب إقليمية، خاصة إذا ما نجح بجر تركيا عبر تكرار القصف على أراضيها، بالإضافة إلى أن حكام طهران ينزعون باتجاه التصعيد في إطار بحثهم عن مخرج لتصدير أزمتهم الداخلية والنووية مع الغرب، باتجاه المحيط الإقليمي التي طالما هددت طهران بإشعاله مع حلفائها في سوريا ولبنان، وربما يكون هذا الوقت المناسب لخوض مغامرة تخلط الأوراق في المنطقة في ظل عجز أو رضا دولي عما يجري.