يتوجه الناخبون البوسنيون إلى مراكز الاقتراع غدا الأحد لانتخاب سلطات بلدية جديدة، في عملية من شأنها أن تحدد المكان الذي تقف فيه الأحزاب المتنافسة عند منتصف الطريق نحو الانتخابات البرلمانية المقبلة في البلاد. ونظرا لأن البلاد منقسمة إلى اتجاهات عرقية مختلفة بين المسلمين والصرب والكروات فإن عدم اليقين الوحيد تقريبا هو ما إذا كانت النتيجة ستشير إلى تحول أكبر بين الأحزاب داخل الجماعات العرقية. ومن المتوقع أن تبقى الأحزاب الموجودة بالفعل في السلطة في مكانها في معظم المجالس البلدية، وحتى لو تمت الإطاحة بها فمن المحتمل أن يتم استبدالها بمنافس له جذور في نفس الجماعة العرقية. وهناك استثناء محتمل في سربرنيتشا، تلك البلدة الواقعة شرق البوسنة وكانت مسرحا للإبادة الجماعية في عام 1995، عندما قتلت قوات صربية نحو ثمانية آلاف صبي ورجل مسلم وطردت الباقين. ويحكم تلك البلدة، وهي جيب مسلم وسط الأراضي الصربية، منذ الحرب مسلمو البوسنة (البوسنياك) الذين سمح لهم بالتصويت على الرغم من عدم العودة إلى هناك للعيش. وسجل الصرب الآن ناخبين جددا يقال إن الكثير منهم لا يعيشون في البلدة وربما يكون لسربرنيتشا عمدة صربي للمرة الأولى منذ المذبحة. وأثار هذا الاحتمال غضب الكثير من المسلمين الذين اعتبروا أن ذلك سيكون بمثابة مكافأة عن الإبادة الجماعية، لاسيما في ظل استمرار زعماء الصرب في نفي وقوعها على الإطلاق. ورغم العدد الضخم للأحزاب والمرشحين الذين يشاركون في السباق على مقاعد المجالس البلدية فإن السباق يمثل قضية عرقية واضحة. ويبلغ عدد الأحزاب نحو 200 في مجتمع يعيش فيه نحو 4.5 مليون وحتى هذا الرقم مقدر حيث لم تتمكن الأحزاب المتنازعة من الاتفاق على تنظيم إحصاء رسمي للسكان في عام 2011 . وتقدر الكثير من المصادر بالفعل عدد السكان بأقل من أربعة ملايين نسمة. ومن المنتظر أن يخوض الحزب الديمقراطي الاشتراكي بقيادة وزير الخارجية زلاتكو لاجومجيا مع ناخبين معظمهم من المسلمين المعركة ضد حزب العمل الديمقراطي في المجالس البلدية التي يهيمن عليها المسلمون. ومن المنتظر أيضا أن يفقد تحالف “الديمقراطيين الاشتراكيين المستقلين” بقيادة ميلوراد دوديك بعض شعبيته لصالح منافسيه من الحزب الديمقراطي الصربي لكنه مازال في الصدارة بشكل عام في الجزء الصربي من البوسنة. وقد تلعب الأحزاب الكرواتية العرقية الكبيرة الثلاثة لعبة الكراسي الموسيقية فقط حيث ستتغير الأماكن في معظم مناطق الهرسك بغرب البوسنة حيث يمثل الكروات الأغلبية. بلجراد | د ب أ