سكنني سؤال مُرّ بينما كنت أتابع تصريح وزير التعليم العالي الأسبوع الماضي لأهالي حفر الباطن الذين وفدوا للمطالبة بإنشاء جامعة تحتضن أبناءهم حين قال «سنحقق رغبة أهالي حفر الباطن في إنشاء جامعة»!. فمنذ متى وإنشاء الجامعات قائم على رغبات الأهالي؟ أليست هنالك استراتيجية واضحة تتبعها الوزارة حيال الأمر؟! ورغم فرحتي بهذا الخبر الذي سيمنح الوطن مزيداً من الكفاءات العلمية المتخصصة في منطقة عزيزة علينا، لكنني شعرت بالغبن الشديد على مدينتي (القطيف) التي تضم ضعف التعداد السكاني لمدينة الحفر حسب إحصائيات 2010م، التي تُخرّج من ثانوياتها الحكومية والأهلية أضعاف ما تخرّجه غيرها، والتي يدرس آلاف من أبنائها – رغم ضيق اليد – في أرجاء المملكة سنوياً متحمّلين وعثاء السفر وكآبة المنظر ونكبات الطرق! في الحقيقة، لو نظرنا بشكل فاحص على معايير الوزارة التي تعتمدها عادةً في إنشاء الجامعات لوجدنا أن «معيار العدد» هو المعيار الأساسي في استراتيجيتها المعتمدة، حيث يتم تعداد الطلبة الفعليين في الجامعات على مستوى المملكة، ثم ينظرون إلى الطاقة الاستيعابية التي تخرجها ثانويات المنطقة لخمس سنوات سابقة مع مراعاة عدد الطلاب المتوقع تخرجهم خلال السنوات الخمس القادمة. وبحسبة رياضية بسيطة جداً فإن النتائج بالأرقام ستكون لصالح محافظة القطيف بامتياز! فلماذا لم تنشأ لهم جامعة واحدة حتى الآن رغم «رغبة» ومطالبات وإلحاح الأهالي بها منذ عام 1997م (حسب توفيق السيف)؟! إن كان الموضوع موضوع «رغبة أهالي» فإن نصف مليون قطيفي من أهل هذا الوطن العزيز يرغبون في إنشاء جامعة لهم يا معالي الوزير!