تقول مصلحة الإحصاءات العامة أن عدد سكان حفرالباطن أقل بقليل من أربعمائة ألف بين سعودي وأجنبي، ولا أريد أن أنقل لكم ما يقوله أهالي المحافظة عن التعداد لأنهم دائماً يقولون أشياء بطريقة لا تعجب الكثيرين، لكنني سأتحدّث معكم ومع المهتمين بالإحصاء عن مدارس حفر الباطن حسب وزارة التربية والتعليم التي تقول إن في حفرالباطن 437 مدرسة بنين وبنات يدرس فيها ما يزيد على مائة ألف طالب، ومن بين تلك المدارس هناك 122مدرسة ثانوية منها سبعون مدرسة ثانوية للبنين يدرس فيها 14 ألفا و677 طالباً و52 ثانوية للبنات يدرس فيها ثمانية آلاف و875 طالبة بمجموع 23 ألفا و552 طالباً من الجنسين، ومن بين هؤلاء الطلبة الذين يدرسون في الصف الثالث الثانوي فقط بلغت أعدادهم الآتي: للبنين أربعة آلاف و582 طالبا وللبنات ثلاثة آلاف و20 طالبة أي أن طلاب الثالث الثانوي المتوقّع تخرّجهم هذا العام عددهم سبعة آلاف و602 طالب من الجنسين. بعد هذا تقول التجارب أيضاً إن العبرة ليست في الأرقام، فالأرقام لغة واضحة لكن العبرة والخبرة أيضاً بالتعامل معها ومع تساؤلات أهالي المحافظة ورغباتهم وأمانيهم، لكن إلى الآن والتعامل يأتي دائماً بلغة أخرى تشير دائماً إلى المستقبل الذي لا يأتي! فحفرالباطن مدينة تكبر يوماً بعد آخر كنبتة صحراوية تقاوم الجفاف من أجل البقاء، فهي وإن نالها شيء من الخدمات إلاّ أنها ليست بطموح أهاليها وهي لاتزال تحتاج الكثير من العمل بدءاً من مشروع الصرف وأخطار السيول التي تهدد المدينة السّاكنة في مفرق واديين، ومروراً بمستشفيين انتهت مبانيهما منذ مدّة ولاتزال وعود التشغيل مستمرة وكل شيء معطّل وانتهاءً بالجامعة ذلك الحلم الجميل الذي يداعب خيالات أهلها الطيبين وأبنائهم. فمنذ سنوات أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطال الله عمره بإنشاء عدد من الجامعات في محافظات المملكة من بينها جامعة حفر الباطن ولكن إلى الآن تظل الجامعة حلم الجميع هنا، فما العذر والأرقام هاهي بوضوحها أمامكم وميزانية الخير صرفت بسخاء على التعليم والأمر الملكي الكريم صدر، فما العذر يا معالي وزير التعليم العالي؟ لا أريد أن أدخل أنا ومعالي الوزير والقارئ الكريم في مقارنات إحصائية مع جامعتين بينهما أقل من مائة كيلو وبأعداد طلبة لا يتجاوزون طلاب مدرسة واحدة من مدارس محافظة حفر الباطن، فجميع المحافظات لها الحق ولكن الأرقام لا تكذب! الجامعة لم تعد في حفر الباطن مجرّد مطلب بل أصبحت ضرورة، فالجامعة بعيداً عن مفهومها التقليدي في التعليم ونشر المعرفة داخل أسوارها، فإن لها إسهامات خارج تلك الأسوار يحتاجها المجتمع في تنميته معرفيّاً واقتصاديّاً، وحفرالباطن تعيش عزلة عن مجتمع المعرفة بحكم موقعها البعيد ويد التنمية تصلها على غير مقدرة في الغالب! إن أهالي المحافظة يناشدون صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية ونائبه بأن يكون مشروع الجامعة على قائمة الأولويات للمحافظة فأعداد أبنائهم الذين يضطرون للسفر لإكمال مشوارهم التعليمي كثير، حيث لا يخلو بيت من مغترب، وكثير منهم أصبح لقمة للطريق في حوادث مرورية!