«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دلال الحربي: مواقع القبائل والأنساب ليست سيئة ولا تخل «بالوحدة الوطنية»!
نشر في الحياة يوم 10 - 04 - 2012

التاريخ هو البوابة التي من خلالها نتصفّح الأيام والسير وندلف من خلاله لكل الأخبار والحكايات.. والتاريخ مليء بالأخضر واليابس بالزيف والحقيقة.. لذا كان على المؤرخين حمل كبير في تنقية التاريخ من الشوائب..
ضيفتنا أشهر من نار على علم... باحثة تاريخية من الطراز الأول وأظنها أشهر المؤرخات عالمياً وليس محلياً، ولو كانت في بيئة غير بيئتنا لوجدنا المحافل الدولية تتباهى بها أكثر.
اختارت النساء قضية لها ونافحت لأجلها وأجبرت التاريخ أن ينصفهن ومنحت المكتبة كتباً عدة عنها خصوصاً النساء في نجد.. ولأجل ذلك منحتها وزارة الثقافة والإعلام جائزة عن كتابها الأخير عن نساء نجد.. دلال الحربي منحت المكتبة السعودية أول موسوعة عن النساء وفتحت الباب لنتاج ثقافي كبير.. والحوار معها نجده فرصة لننتقد التاريخ معها ونرحل إلى أماكنه الأكثر ضبابية ورعونة ونمنحه أصدق الرؤى والمعاني.. الحوار في حضرة مؤرخة وباحثة سيمنحنا الكثير والكثير.
كيف بضاعتكم الآن أهل التاريخ؟ هل ما زالت تجد رواجاً أم أنها حبيسة عقول ضيقة؟
-التاريخ مخزون إنساني لا ينضب يتجدد مع الحياة، ويبعث في كل وقت، وهو مجال رحب للباحث الجاد الذي ينفذ إلى أعماق الأحداث ويحلل ويقارن.
هل صحيح أن المؤرخين في المملكة وفي العالم العربي يعيشون حقبة لا تسر بواقعهم المعيشي، وبواقعهم التخصصي؟
- المؤرخ مثله مثل بقية أصحاب التخصصات الأخرى قد يحظى بالقبول ويحظى بواقع مادي جيد، وقد لا يكون كذلك.
لماذا المجتمع تغيرت نظرته نحو أهل التاريخ كما كان ينظر لأسلافهم؟
- لأن الذين يبدعون في كتابة التاريخ من المعاصرين هم قلة، ومن ثم فوجودهم قد لا يكون على تلك الدرجة من التأثير في ظل الغثاء الكثير.
أتفق معك في ذلك، لكن يظل هناك من يحترم هذا الميدان الذي اجتذب أعلاماً كباراً على مدى العصور.
التاريخ شاهد على العصر ومع ذلك لا يجد له حيزاً في أروقة الخدمة المدنية.. كمؤهل لوظيفة ذات قيمة؟
- وهذا من سوء توظيف الحاصلين على الدرجات العلمية في هذا التخصص، وتشترك في ذلك المناهج الدراسية ومن يتولى التدريس.
إلى متى والتاريخ لا يكتبه إلا المنتصر؟ ولو كتبه المنهزم فهل سيتغير شيء؟
- أحياناً يكتب المنهزم، لكن المنتصر هو الأقوى بفعل الواقع.
نشأة التاريخ في دائرة أرستقراطية علمية، هل منحته أبعاداً أكثر تميزاً؟
- لم ينشأ التاريخ في دائرة ارستقراطية علمية ومن يستقرئ سير المؤرخين يجد أنهم من العلماء المميزين، ومن ذوي الثقافات العميقة.
ما القيمة المستفادة من الربط الذي يُمارس كل يوم أمامنا بين التاريخ المنقضي وبين أيامنا المعاشة؟ ولم الإصرار على آلية الارتباط بين ماض ذهب واضمحل وبين حاضر مختلف متجدد؟
- لان كل أمم الأرض تستفيد من تاريخها المشرق والمضيء وليس المظلم لتحفيز الأجيال المعاصرة وتقديم القدوة لهم، والباعث على تحسين الأوضاع وتطويرها وتجنب الأخطاء.
على رغم الدراسة المتتابعة للتاريخ إلا أننا لا نتعلم من أخطائنا أبداً.. من وجهة نظر مؤرِّخة كيف نتلافى السقوط؟
-لان الذين يدرسون التاريخ بهدف استقراء أوضاع الماضي على حقيقته من دون تلميع أو تحسين مازالوا غير قادرين على الظهور وتلقي القبول.
إعادة كتابة التاريخ
أيهما أهم... إعادة كتابة التاريخ أم إعادة قراءته من جديد؟
- إعادة قراءته بعين واعية فاحصة، وهو ما سيؤدي إلى كتابته على نحو مفيد وصادق.
يقول جوتة «إن التاريخ بحاجة إلى من يعيد كتابته من وقت لآخر»، كيف نفهم فكرة إعادة كتابة التاريخ في ضوء هذه المقولة؟
- من الطبيعي أن كتابة التاريخ من وقت لآخر تختلف ويطرأ عليها تغيير وتبديل فقد تكون هناك أحداث مؤرخة، ومن ثم تظهر حقائق أخرى تنفيها أو تؤكدها من خلال اكتشاف مخطوطة أو وثيقة أو قراءة فاحصة واعية لما كتب من قبل.
ما رأيك في مقولة: التاريخ يموت بموت المؤرخ أو بفساد المنهج؟
- يموت بفساد المنهج وعدم الصدق في التدوين.
لماذا وجد التاريخ الغربي عناية بعكس المشرق الذي اجتاح تاريخه الحابل والنابل؟
- كان هذا في العصور المتأخرة عندما اهتم الغربيون بالدراسات التاريخية الحديثة المبنية على منهج علمي يقوم على التحليل والمقارنة والاستفادة من أدوات غير تقليدية من مثل الوثائق والأفلام والصور والرؤية الشخصية والتدوين الشفاهي.
ألا تشعرين أن التاريخ عندنا مبتلى بالهواة والدخلاء عليه من أصحاب التخصصات الأخرى؟
- ليس من الضروري أن يكون المؤرخ متخصصاً بالتاريخ، والابتلاء جاء من الدخلاء الذين لا يحسنون قراءة التاريخ ولا يعرفون كيف يستفيدون من معطياته، فكل علم من الممكن أن يكون له مؤرخون، فطبيب يمكن أن يؤرخ للطب، ومتخصص في العلوم يمكن أن يؤرخ للعلم التطبيقي.
الرواة هل يعدون مؤرخين؟
-لا طبعاً.
تاريخنا نروي فيه الحدث.. لكننا لا نقرأه جيداً.. ما رأيك؟
- هذا كلام صحيح في معظم الأحوال، والدليل أن النكبات والمصائب التي مرت وتمر بنا واحدة، ونذكر هنا ملوك الطوائف في الأندلس وما انتهى إليه مصيرهم ومصير الأندلس كلها، والحروب الصليبية، فهذان الحدثان تكررا كثيراً في تاريخنا.
إلى أي حد تلتقين مع المنظور الذي يرى التاريخ علماً لتفسير الحاضر بواسطة صيرورة الماضي؟
- هذا كلام نظري، فالحاضر قد يفسر الماضي، والماضي قد يفسر الحاضر لان أحداث الإنسان تتشابه وتتراكم.
بيئة أكاديمية
إن معظم ما كتبت هو مما يمكن أن نطلق عليه «الكتابة في بيئة أكاديمية». والسؤال هنا هو: ماذا أعطتك هذه «البيئة» في مستوى ما حققت من منجز؟
- البيئة الأكاديمية لم تقدم لي أي شيء، فكل ما قدمته كان خارج البيئة الأكاديمية، فأنا أكتب في بيتي، وأستخدم مكتبتي الشخصية وأستعين بما هو موجود بالرياض وخارجها من مصادر معلومات أخرى تتاح لي من خلال اتصالاتي، وأنا هنا أؤكد أن البيئة الأكاديمية غير محفزة للإنتاج لضعف هذه البيئة ولقلة من يمكن الاستفادة منهم.
وعلى العكس فإن البيئة الأكاديمية كانت سلبية ومحبطة لضيق أفق البعض وعدم قبولهم لنجاح الآخرين والعمل على إعاقتهم. والبيئة الأكاديمية الناجحة هي في الجامعات التي توجد فيها أعراف وتقاليد أكاديمية تعترف بالبحث العلمي وتشجع عليه، ويوجد فيها أساتذة متكافئون بقدراتهم يدعمون بعضهم البعض ويأخذ كبيرهم بيد صغيرهم.
والأمل أن يتغير هذا الوضع مع ما نشهده بصفة عامة في الجامعات حالياً من اهتمام بالبحث العلمي وبالمميزين من أعضاء هيئة التدريس والحرص على الاستعانة بهم، ويبدو أن جامعة الأميرة نورة وهي الجامعة التي أنتمي إليها ستشهد إن شاء الله نقلة في مجال البحث العلمي تضعها في المكان المناسب من بين الجامعات الأخرى.
ماذا وجدت في التاريخ الحديث ليستفزك وتبحث عنه كمشروع تخصص في بداياتك العلمية؟
- في البدء لم يكن هناك ما يستفز لعدم تركيزي على تخصص بعينه كانت نظرتي للتاريخ كسلسلة مترابطة من الأحداث- وهي كذلك –، وان كان التاريخ الإسلامي هو الأكثر جاذبية لي في تلك الفترة، وهذا يعني انه لم يكن في ذهني مشروع بعينه ولم أكن أملك الدراية التي تفيدني في تحديد الفترة الزمنية التي اختارها فوُجّهت من خلال آخرين نحو التاريخ الحديث والمعاصر.
بين التاريخ القديم والمعاصر.. من انتصر للمنهجية أكثر؟
- المنهجية تأتي من الباحث نفسه وليس من الفترة الزمنية أو التخصص الزمني للتاريخ.
هل يستحق الشرق الأوسط أن يكتب له تاريخ أم أن صراعاته تحرمه من ذلك؟
- أولاً أعترض على مفهوم الشرق الأوسط، هناك منطقة عربية وامتداد إسلامي. ومفهوم الشرق الأوسط مفهوم اخترعه الغرب لإبعاد الصبغة العربية الإسلامية على المنطقة، أما انه يستحق أو لا يستحق فان المؤكد انه يفرض نفسه كمادة للتاريخ لان المنطقة هي منبع الحضارات ومنطلق الرسالات في القديم، واليوم هي محور صراع عالمي لما لها من مكانة استراتيجية اقتصادية وهذا معروف للجميع.
الربيع العربي.. كيف سيتحدث عنه التاريخ؟
- الربيع العربي مازال في بداياته والحكم عليه لا يأتي إلا بعد وقت طويل عندما تتكشف كثير من الجوانب المحيطة به، وعندما أيضاً يستقر هذا الربيع وتتضح صورته على نحو جلي.
الأدب والحديث النبوي هل خدما التاريخ أم أسهما في فرض صنعتهما عليه؟
- أما الأدب فمن الممكن أن يستفاد منه في دعم رواية تاريخية أو إبراز حدث، أما الحديث النبوي الشريف فإنه ركيزة أساسية في تاريخ العلم لأنه تميز بعلماء رسّخوا مبدأ التمحيص والتدقيق والتأكد من الرواة وصدق الإسناد وأصبح الحديث الشريف علماً بني على أسس ومنهج دقيقين استفاد منهما المؤرخون.
التاريخ يكتبه المنتصرون... فهل نسلط هذا القانون على السيرة النبوية وأحداث الصحابة اللاحقة... ونقرأه بصوت عال ما بين الردة والفتنة الكبرى؟
- السيرة النبوية تتعلق بأفضل البشر وما حدث له مرده إلهي وليس بشري، والصحابة الكرام لا يمكن أن نجعلهم ممن يصنف في خانة دائرة المنتصر، فقد أخلصوا لله وعملوا من أجل الله وإعلاء كلمته ليس من اجل منفعة دنيوية تدخلهم في زمرة هذا الوصف. أما الردة والفتنة الكبرى فهذه أحداث أخرى لاشك أنها مثلت جوانب سلبية في تاريخ الإسلام ولكن يصعب تصنيفها في دائرة المنتصر وغير المنتصر، وتظل المسألة في النهاية تعامل الصحابة الكرام مع أحداث كبرى يصعب علينا الحكم عليها من خلال عجالة كهذه.
تخصصك في كتابة سير النساء والبحث عنهن.. ماذا منحك عن نسائنا؟
- تعرفت على تاريخ مجهول وتوصلت إلى حقائق لم أكن أعرفها وما زالت غامضة في كثير من أذهان الناس، كما أنني شعرت بأحاسيسهن على رغم بعد المسافة، وأهم قضية هو أن وضع المرأة في نجد على الأخص كان ايجابياً فكانت فاعلة في مجتمعها، مقدرة، محترمة، أسهمت مع الرجال في البناء والعطاء، والاهم أنها عاشت في ظل مجتمع كفل لها من الحقوق ما منحها على القدرة على المشاركة المدنية.
المرأة في نجد.. هل أنصفها التاريخ كما يجب؟
-لا لم ينصفها، وتحتاج إلى أن تدرس أكثر وأكثر.
غالية البقمية وفاطمة السبهان.. كيف لنا أن نصنع منهما نماذج لبناتنا؟
- بجعلهما جزءاً من المنهج الدراسي وتسويقهما من خلال الإعلام هما وغيرهن من النساء العربيات المسلمات في القديم والحديث.
كتابك نساء شهيرات من نجد.. كيف استقبلته الأوساط الغربية الثقافية؟
- من خلال ما عرفته شخصياً انه استقبل استقبالاً طيباً، وأثنى عليه مجموعة من الباحثين الذين وجدوا فيه للمرة الأولى حديثاً عن المرأة العربية في نجد، وتعرفوا من خلاله على صورة من تاريخها.
المواقع القبلية
كتابك نساء شهيرات في نجد.. تم الاحتفاء به كثيراً.. لكن ما هي نظرتك لانتشار المواقع القبلية في الشبكة وكذلك المواقع المهتمة بالأنساب..؟
- لا أعرف لماذا التركيز على هذين الموضوعين في حيث أنه هناك مواقع كثيرة عجيبة غريبة تهتم بقضايا متنوعة منها قضايا أسرية وغيرها. فلماذا ينظر إلى مواقع القبائل ومواقع الأنساب على أنها سيئة وأنها مخلة «بالوحدة الوطنية «، أليست القبيلة نسيجاً أساسياً في هذا المجتمع؟! ووجودها أمر طبيعي.
أما قضايا الأنساب فهي جزء يتصل بالتاريخ أولاً، وثانياً هناك اهتمام بهذا الموضوع حتى في الغرب، وبالطبع هنا لا اقبل أن تكون مواقع القبلية أو الأنساب يساء فيها إلى أفراد أو جماعات أو أن تكون مثار للنعرات والحزازات، فهذا أمر غير مقبول. وان كنت لا أعرف موقف هذه المواقع لأنني لا أتابعها.
التاريخ السعودي.. كيف تعاملت مؤسساتنا العلمية معه؟
- التاريخ السعودي أو المحلي الاهتمام به كبير من خلال مراكز ومكتبات مرموقة مثل دارة الملك عبد العزيز، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ومكتبة الملك عبد العزيز العامة، والكراسي العلمية في الجامعات وأقسام التاريخ في الجامعات.
دارة الملك عبد العزيز.. هل استطاعت حفظ التاريخ الوطني لنا؟
- الدارة لها دور كبير مميز وتقوم بعمل كبير في حفظ كل ما يتعلق بالتاريخ المحلي ومساندة المهتمين به ونشر المؤلفات ذات العلاقة به.
كيف تقومين جهود الجمعيات التاريخية عندنا؟
- جهودها طيبة وان كانت تحتاج إلى أن تؤدي دوراً اكبر مما تقوم به حالياً. كما أنها تحتاج من دون شك إلى دعم رسمي كبير حتى تكون في مستوى الجمعيات العلمية المعروفة في هذا التخصص.
التاريخ القبلي أو الطائفي عندنا، هل كتابته تثير الشحناء والبغضاء بيننا؟
- إذا كان التاريخ القبلي لا يمس أي فئات أخرى بل يتحدث عن قبيلة محددة حديثاً موضوعياً، فلا أعتقد أن في ذلك أي تجاوز أو إساءة، أما الطائفية فهي من دون شك إن كان فيها أي تحقير لطائفة أخرى فهي مسيئة.
يرى البعض أن مناهج التاريخ في التعليم العام سبب في انصراف الشباب عن التاريخ ومواضيعه؟
- هذا كلام صحيح.
أقسام التاريخ في جامعاتنا.. لم لا تبث فيها أرواح جديدة تخرجها من تقليديتها وتمنحها حراكاً لافتاً؟
- مع الاتفاق معك على صحة ما جاء في سؤالك، فإن الأمر يحتاج إلى دراسة دقيقة معمقة تكشف كل الجوانب والتعرف على السلبيات وتقديم اقتراحات للنهوض بهذه الأقسام لتكون مسايرة للحياة المعاصرة.
لماذا القطاع الخاص يعزف عن تمويل المشاريع التاريخية؟
- لأنه لا فائدة منها للتاجر.
وزارة الخارجية عندنا لماذا لا تحتفي بأهل التاريخ وتمنحهم المكانة اللازمة للمساعدة في قراءة المشهد السياسي؟
- الشخص المميز سيفرض نفسه في أي مكان، فإن كان من بين خريجي التاريخ مميز فلا شك أنه سيلفت الانتباه ويُستقطب ويجد فرصة عمل.
لو كانت لنا أعين جديدة... برأيك ما هي المفترقات التاريخية الكبيرة في القرن الحادي والعشرين؟
- هذا سؤال واسع جداً والرد عليها يحتاج إلى دراسة معمقة من خلال فريق عمل.
تطورت وسائل الاتصال في عصرنا الحاضر، وأصبحنا محاصرين بإعلام متعدد الوسائط، هل هناك إمكان للأرشفة الإلكترونية للوثائق الخاصة بالتأريخ للمملكة، وتوسيع مجال الاستفادة منها، علمياً وإعلامياً وثقافياً؟
-هذا موجود وهناك كثير من الجهات التي تستخدم الوسائل الالكترونية للأرشفة، ولا اعتقد أن هذا أمر غريب، بل هو أمر متعارف عليه حالياً.
ماذا يعني لك حين يقال عنك: إنك مثقفة تقفين مع التاريخ؟
- إذا كان هناك من يقول ذلك فشكراً له، أما أنا فامرأة تهتم بتخصصها وترغب في أن تسهم في إثرائه بما يفيد.
فوزك بالجائزة أخيراً.. ماذا حمل لك؟ وماذا حملك من مسؤولية؟
- فوزي بالجائزة حمل لي أنه هناك من يقدّر الجهود والأعمال الجادة وان من يجِدَّ يَجِدْ، كما انه أثار في داخلي ذكرى والدي، فكم كان سيسعد بي لو كان على قيد الحياة، وكم كانت فرحته كبيرة بهذا الفوز الذي أهديه إلى روحه تغمده الله في جناته.
أما ما حملتني إياه هذه الجائزة من مسؤولية، فتتركز في أنني سأكون حريصة على تقديم ما هو أفضل من خلال اختيار مواضيع تصب في إبراز جوانب من تاريخنا المحلي، خصوصاً ما يتعلق بتاريخ المرأة.
نساء نجد
نساء نجد.. منحنك الجائزة.. نساء بقية المناطق متى سيفزن بك؟
- من الصعب على الإنسان أن يتعرض ويبحث في تاريخ كل المناطق. وتركيزي على نساء نجد الذي ظهر في كتبي «نساء شهيرات من نجد» و «إسهام المرأة في وقف الكتب في منطقة نجد» ثم كتابي الحاصل على جائزة وزارة الثقافة والإعلام «المرأة في نجد وضعها ودورها» وكثير من دراساتي مبعثه اهتمامي ووجودي في المنطقة، فأنا من منطقة نجد وأعيش في منطقة نجد، ومن ثم فإن حصولي على المعلومات مهما كانت صعوبة هذا الأمر، فإنني في النهاية تحصلت على معلومات ساعدتني في الحديث عن المرأة في هذه المنطقة.
ولعلي أذكر هنا أنه سبق أن شاركت في لقاء الجمعية التاريخية في مكة المكرمة بموضوع يخص «المرأة المكية»، كما سبق لي أن كتبت عن عالمة مكية هاجرت من الزبير إلى مكة، وهي في الأصل من أهل نجد وهي فاطمة الفضيلية، كما أنني كتبت عن «غالية البقمية». ونلت بدراستي تلك جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية. ثم انه سيصدر لي هذا العام إن شاء الله كتاب مستقل عن غالية البقمية.
يشيع البعض أن معايير الترقيات الأكاديمية لا تمنح نتاجاً جيداً.. وأن الاختيار تشوبه شوائب عدة.. ما رأيك؟
- تتقيد الجامعات بأنظمة وقوانين، ولا أعتقد انه من السهل اختراق هذه القوانين والأنظمة، ومن ثم فإنني أعتقد أن قضايا التحكيم في الجامعات غالبيتها مبنية على أسس علمية وهي أولاً وأخيراً تعتمد على المحكّم نفسه، ومن دون شك هناك حاجة إلى إعادة النظر في معايير الترقيات حتى لا يحصل على الترقية إلا من يستحقها.
نعيش أخيراً حملة على الفساد.. كيف تقرئين أوجه الفساد في مجتمعنا؟
- الفساد موجود في كل المجتمعات أولاً، ومكافحته تقوم به كل الدول رغبة في إحقاق العدالة وإبعاد الظلم. وإنشاء هيئة مكافحة الفساد في المملكة خطوة مباركة بدأت تعطي ثمارها، وأتمنى أن توفق هذه الهيئة في كبح جماح الفساد والحد منه لان القضاء عليه قضاءً مبرماً قد يكون صعباً إلا إن أراد الله.
مؤسساتنا التعليمية
هل تعيش مؤسساتنا التعليمية فساداً علمياً وإدارياً... أم أنها في منأى عن ذلك؟
- لا أعتقد أنها في منأى عن ذلك، والدليل ما يخرج من أخبار تنشرها الصحف عن أمور تتعلق بالفساد العلمي، وما شهدته بعضها من أحداث ناتجة أصلاً عن فساد إداري، أما الفساد العلمي فقد لا يكون مكشوفاً مثل الفساد الإداري وهو في حاجة أن توضع له معايير تحدد ماهيته والكيفية التي يقضى بها عليه.
هل أنت مع استقلالية الجامعات عن وزارة التعليم العالي؟
- نعم، لان الاستقلالية ستعطي كل جامعة شخصية مميزة تختلف عن الأخرى، وتتيح المجال لعمليات التطوير، وتعطي المسؤول عن كل جامعة صلاحيات أكبر تساعده وتعينه على اتخاذ القرارات الصائبة.
ما التباين بين حقوق أعضاء هيئة التدريس وعضواته في جامعاتنا؟
- لا أعرف أي شيء عن هذا الموضوع لأنني لم أهتم به ولم أتتبعه أصلاً، وان كنت اعتقد انه لا يوجد تباين كبير، أو قد لا يوجد أصلاً.
الإعلام الجديد هل فتح الباب على عوراتنا؟ ولماذا أنت في صد عنه؟
- اللهم استر عوراتنا هذا أولاً، ثانياً: ما أراه أن الإعلام الجديد يكشف عن مساوئ بعض جوانب حياتنا، لكن أيضاً أنا هنا لا اعرف مدى صحة ما يثار أو يتحدث عنه من قضايا سلبية، لكن مجرد الكشف عن هذه المساوئ هو أمر جيد يدلل عن أن الإعلام الجديد يملك الجرأة والشجاعة ويهدف إلى الإصلاح.
أما في ما يتعلق بي شخصياً فأنا لم افهم مقصود السؤال فان كان الأمر يتعلق ببعدي عن وسائل الإعلام فهذا برغبتي وإرادتي، وإن كان السبب يتعلق بمشاركاتي فأنا أشارك بالكتابة وفي الطروحات المختلفة ومن خلال استضافتي في لقاءات صحافية ومداخلات في الإذاعة والتلفزيون.
المسلسلات التاريخية.. هل تصدق كثيراً أم أن الزيف يتلبسها أكثر؟
- لعلها جميعها يتلبسها الزيف، وهذا الزيف يأتي من كاتب المسلسل نفسه، حيث تملي عليه اتجاهاته الفكرية أو المذهبية أحياناً أو المادية أن يختلق مواقف غير صحيحة أو أن يسقط رؤى لا تمت إلى التاريخ بصلة، ومن تتبع هذه المسلسلات يعرف ذلك فقد أثير كثير من الجدل على مسلسل «أبناء الرشيد الأمين والمأمون»، كما أثير الشيء الكثير على مسلسل «الحجاج بن يوسف الثقفي» وغيرها من المسلسلات، إذ كانت هناك ردة فعل ناقدة لمحتواها.
الأفلام والمسلسلات تقدم بالدرجة الأولى على أنها حكاية ولابد من استخدام مؤثرات كثيرة واستخدام أحداث كثيرة غير حقيقية لتكون مؤثرة وجاذبة، وبالتالي فهي لا تمثل التاريخ. وأستثني هنا الأفلام الوثائقية التي تبنى على تقديم حقائق التاريخ ممثلة دون زيادة أو نقصان.
سيرة ذاتية...
- حاصلة على درجة البكالوريوس في الآداب والتربية تخصص التاريخ، والماجستير والدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر، كما حصلت على دبلوم اللغة الإنكليزية.
- تعمل حالياً أستاذة في قسم التاريخ بكلية الآداب، جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وتقوم بالتدريس والإشراف على طالبات الدراسات العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراه.
- تميزت بمنهجها العلمي من خلال تركيزها على دراسات المرأة وتاريخها في المملكة، وهو النمط الذي تفردت به، وحصلت من خلاله على شهرة واسعة، وبخاصة بين الباحثين الأجانب. ومن مؤلفاتها ودراستها عن المرأة ما يأتي:
- كتاب (نساء شهيرات من نجد). - كتاب (المرأة في نجد: وضعها ودورها، 1432ه. - غالية البقيمة: حياتها ودورها في مقاومة حملة محمد علي باشا على تربة، 1439ه. - المرأة في المملكة العربية السعودية (الماضي والحاضر)، 1422ه.
- كاتبة في صحيفة الجزيرة.
- حصلت على جوائز، أبرزها جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية . وجائزة وزارة الثقافة والإعلام.
التاريخ من صنع رجلٍ وللرجلْ.. وظَلَم النساء كثيراً


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.