يمثل ظهور الخصل البيضاء (الشيب) في رؤوس الفتيات، مصدر قلق، وكارثة يجب تفاديها، ومحاربتها بنزعها من جذورها إن كانت واحدة، وقصها إن كانت أكثر، أو صبغها إن تجاوزت المعدود، كما ثبت أن ظهورها في رؤوس الشباب يؤثر على نفسياتهم، وإن ادعوا غير ذلك، وأبدوا عدم اهتمامهم. يقول الشاب صالح محمد( 32 عاماً): “لم أتأثر أو أهتم بالشيب الذي ملأ رأسي، إلا بعد أن قالت لي طبيبة الأسنان التي تكبرني سنا: “تفضل يا عم” لبياض شعري الذي جعلني أبدو أكبر سناً من عمري الحقيقي، وأجبتها باستنكار: لماذا يا عم؟ أنا ما زلت شاباً!”. وتعاني ليلى عبدالله (27 عاماً)، موظفة بإحدى الشركات الخاصة من كثافة وسرعة ظهور الشعر الأبيض، مبينة أنها سئمت من صبغ شعرها كل ثلاثة أشهر، الأمر الذي سبب لها تلفاً وتقصفاً في الشعر، وقالت: “لو كان هناك حل نهائي للشيب لاشتريته، ولو بأغلى الأثمان، للتخلص من شعري الأبيض، لأنه يتعبني نفسياً، ويشعرني بوصولي إلى مرحلة اليأس والعجز”. وأكد أستاذ علم النفس الإكلينيكي المساعد بقسم التربية الخاصة في جامعة الجوف، الدكتور نائل الأخرس قائلاً: أن كِلا الجنسين يهتم بأمر الشيب ويؤثر في نفسيته، لكنّ تأثيره على المرأة أكبر، لا سيما إن كانت فتاة شابة لم يتجاوز عمرها 25 عاماً، وغير متزوجة، فقد يتسبب لها بانحدار نفسي لأن المجتمع لا يرحمها، بينما يرحم الرجل، ويوجِد له مبررات. وقال الأخرس: “بنسبة 100% المرأة والمجتمع يتقبلان نقص الرجل، بينما لا يقبل الرجل والمجتمع نقص المرأة، كما أن المرأة نفسها لا تقبل أن يشيب رأسها، ونجد الرجل يبحث عن بديل في حالِ شَعَر بكبر زوجته أو نقصها، وهذا يرجع لطبيعة التنشئة الاجتماعية. مشيراً إلى ضرورة ألا نجعل الشيب يؤثر في شخصياتنا ونفسياتنا، وأن ننظر له بأنه مرحلة مكملة لما قبلها. وعن “الشيب النفسي”، قال: “ليس مصطلحاً علمياً، لكنه موجود كمعنى، ويصيب صغار السن، حتى من هم دون 16 عاماً، نتيجة حمل القلب للهموم والآلام، ولذلك كثيراً ما يقال: الشباب شباب القلب، وليس العمر فقط”.