تحمل سيدات من بادية وقرى عسير، السلاح بمختلف أنواعه لحماية أنفسهن من المجهولين وذئاب الصيد، و يجدن استخدامه بشكل لا يقل عن الرجال، بهدف الدفاع عن النفس والعرض أو المال والأرض. وتقول المعلمة منيرة مضحي “في ظل ارتفاع عدد المعينات في مناطق نائية وهجربعيدة، يعتبر السلاح وسيلة الحفاظ على أنفسنا من أي خطر، خاصة أن معظم تلك المناطق شبه خالية من مقومات الأمن، فضلا عن كوننا مجموعة سيدات برفقة سائق أجنبي، واحتمال تعطل السيارة في مناطق نائية تكثر فيها العمالة، مما يضاعف خطورة الوضع، ويحتم علينا اصطحاب السلاح دوما”. حماية النفس وتضيف منيرة أنها وزميلاتها يحملن “المسدس الربع” أو السلاح الأبيض، كالسكاكين والخناجر في الحقائب أويخبئنه في ملابسهن، ولا يخفن استعماله، كفتيات المدينة، حيث أنها كانت ترعى في طفولتها الغنم، ودربها والدها على استخدامه خلال رعي الأغنام لحماية نفسها من اعتداءات البشر والسباع. وتبين عيدة القحطاني أنها تستخدم أسلحة الصيد ك”الساكتون” و”السوجن” في القنص، وتتأخر أحيانا عن تناول الغداء، بسبب رعيها الأغنام، وتضطر في بعض المرات إلى قنص حيوان الوبر وتناوله كغداء لبعد بيتها عن مكان الرعي، فتذبح الوبر وتسلخه بنفسها، ومن ثم تقوم بشوائه، كما تستخدم الأسلحة لحماية أغنامها من السباع، بالإضافة إلى الحفاظ على الممتلكات والمزارع من القرود والحيوانات. كسر الأعراف وتوضح فاطمة ناصر أن مهارة المرأة العسيرية تقارب إتقان الرجل لحمل السلاح، مشيرة إلى أن الفرق بينهما يكمن في أن الرجل يحمله بالفطرة، بينما تكسر المرأة الأعراف الاجتماعية التي تمنعها من حمله، بسبب بيئتها التي تتطلب الحفاظ على النفس أثناء الرعي في الجبال والشعاب، مضيفة أن معظم الأسلحة التي تمتلكها السيدات غير مصرحة، وتضيف ناصر”في حال وجود معتدٍ، لا نعمد إلى قتله، ولكننا نصيبه في قدمه، حتى نصد العدوان، وكي لا يستطيع الفرار، ومن ثم نجمع أهل قبيلتنا ورجالها، حتى تأتي الشرطة التي تتولى محاسبته. خروج الرجل وتوضح حصة شايع “كثيرا ما كنت أمكث بمفردي في المنزل بسبب ذهاب زوجي وأبنائي إلى أعمالهم، ومع إجادتي استعمال السلاح، أكون أكثر اطمئنانا، وأتذكر أنني خرجت لأسقي الزرع، فوجدت عاملا يمر من أمامي، ويتمتم لي بكلمات تدل على رغبته في التحرش، فأوهمته بالرضا، واستأذنته قليلا، ثم عدت له حاملة السلاح، لأطيش له طلقتين، ففر مسرعا ولم أره مرة أخرى”. بينما يفخر عبدالله ثابت بحمل زوجته السلاح، ويقول “هي في وجودي امرأة وسيدة منزلها، وفي غيابي هي الدرع الذي يحمي أهل بيتي بعد الله سبحانه وتعالى”. تناقض السلوك ويرى مستشار العلاقات الإنسانية، المدرب د.صالح دردير تناقض حمل المرأة للسلاح، ففي حين أن المرأة مثال للأنوثة والنعومة والعاطفة، السلاح أداة تدل على الخشونة والقسوة، مبينا أن الله تعالى لم يجعل الطلاق بيدها لأنها عاطفية، فكيف نجعل السلاح بيدها. ويضيف دردير”ولكن لكل قاعدة شواذ فربما تضطر المرأة لحمل السلاح إذا دعت الحاجة لذلك كحالات الحروب والبقاء بمفردها أمع أولادها في منزل منعزل بلا رجل يحميها يكون لها العذر في ذلك لأن حملها للسلاح والدفاع به عن نفسها أهون كثيرا من تعرضها إلى الاعتداء والأذى”. تقيد بالتعليمات وأكد الناطق الإعلامي المكلف بشرطة عسير، العقيد عبدالله ظفران أن منع استخدام السلاح يشمل الجميع الرجل والمرأة، إلا في الأحوال النظامية المسموح بها قانونا، مؤكدا على ضرورة التقيد بتصاريح الاقتناء، سواء في منطقة سكنية أو نائية، وأوضح أن الشخص الذي يعثر بحوزته على سلاح غير مرخص، تتخذ في حقه الإجراءات النظامية، ومن ضمنها إثبات إدانة وعقوبات منظمة، بناء على ما يصدر بحقه شرعا، بعد إثبات الإدانة، وشدد على ضرورة الحفاظ على السلاح بتركه في مكان آمن، تجنبا لتعرضه للسرقة أوعبث الأطفال به، مشيرا إلى وقوع حوادث كثيرة نتيجة إهمال السلاح أو تركه قريبا من الأطفال، ما نجم عنه حالات وفاة وإصابات بالغة.