استخدم الأمن الأردني ليلة الثلاثاء الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين الغاضبين في مخيم للاجئين السوريين بعد أعمال شغب أوقعت إصابات بين اللاجئين ورجال الأمن. وقال رئيس جمعية الكتاب والسنة التي تقدم مساعدات لعشرات آلاف اللاجئين السوريين في الأردن، الشيخ زايد حماد، إن قوات الدرك استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق لاجئين أثاروا شغبا في مخيم الزعتري (85 كم شمال عمان)”. وأضاف أن “حوالى 500 لاجىء شاركوا في أعمال الشغب واحتكوا برجال الأمن ما أوقع عشرات الاصابات بينهم وبين رجال الأمن”، مشيرا إلى أن “مثيري الشغب أحرقوا مستشفى ميداني وخياما وحطموا سيارات إسعاف كانت موجودة لخدمتهم”. من جانبه، قال المقدم محمد الخطيب إن “قوات الدرك سيطرت على الموقف بعد اندلاع أعمال شغب واسعة في المخيم”، لكنه لم يعط تفاصيل حول وقوع اصابات أو اعتقالات. وأضاف أن “الحالة الجوية التي شهدتها المملكة أمس والرياح القوية أدت إلى تطاير مئات الخيام في المخيم وانقطاع التيار الكهربائي ما دفع بعض اللاجئين إلى الاحتجاج”. لكن حماد رأى أن “هناك فئة مندسة تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بين اللاجئين في المخيم تسعى لضرب العمل الاغاثي داخله عبر استغلال أي حجة بين حين وآخر”. وأضاف أن “هذا مخطط سوري واضح للقيام بأعمال عنف داخل الأردن لدفعه لوقف استقبال اللاجئين السوريين”. وكان الامن الاردني استخدم الغاز المسيل للدموع الاسبوع الماضي لتفريق محتجين غاضبين في مخيم الزعتري، الذي يأوي نحو 34 ألف لاجىء سوري، بعدما أحرقوا خيمة ودمروا ممتلكات. وفي 29 أغسطس الماضي، أصيب 26 من رجال الشرطة والدرك نتيجة أعمال شغب “احتجاجا على سوء الخدمات” داخل المخيم، وقبل ذلك بأسبوع اصطدم لاجئون غاضبون مع حرس المخيم لدى محاولتهم مغادرته. ويأوي الاردن، الذي يشترك وسوريا بحدود يزيد طولها عن 370 كيلومترا، أكثر من 200 ألف سوري منذ بدء الأحداث في جارته الشمالية في مارس 2011. وأحصت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الاردن 85 ألفا و197 لاجئا بينهم 35 ألفا و961 ينتظرون التسجيل. ويقطن الكثير من اللاجئين في مساكن مؤقتة في مدينة الرمثا (شمال) قرب الحدود مع سوريا أو لدى أقارب أو أصدقاء لهم في الأردن، بالاضافة إلى نحو 34 ألف لاجىء في مخيم الزعتري الذي تم افتتاحه في نهاية يوليو الماضي. أ ف ب | عمان