نفت عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء والمدربة الفلكية رباب القديحي، ما نشر مؤخراً عبر ال “واتس آب”، عن أشعة كوزمو (الأشعة الكونية)، حيث تم تداول رسائل تحذّر من خطر هذه الأشعة عند وضع الجهاز بالقرب من الإنسان وقت النوم، وأنها تطلق أشعة ضارة على الأرض من خلال كوكب المريخ، مبيّنة أن ما نُشر مجرد شائعة فلكية لا أساس لها. وقالت القديحي، ل”الشرق”: “سبق أن انتشرت هذه الرسالة في إبريل 2008م، “كذبة إبريل” وفوجئت بالرسائل والاتصالات التي وردتني من الأهل والأصدقاء، رغم أنني أخبرتهم مسبقاً أنها شائعة غير صحيحة في إبريل الماضي، شأنها شأن باقي الشائعات الفلكية التي انتشرت عبر رسائل ال”واتس آب”. وأشارت إلى أن المجتمع مازال يجهل أموراً كثيرة فيما يتعلق بالفلك، ويصدق الشائعات الفلكية، كما يرفض بعضهم تعلّم الفلك لظنه أنه ضرب من ضروب التنجيم، موضحةً أن وكالة الفضاء ناسا، المعنية بهذه الأخبار، لم تصدر هذا الخبر أساساً. وأضافت، أن هذه الرسائل تكون دون تاريخ وروابط، وهذا ما يعيد إرسالها بين الفينة والأخرى، وتصديق الناس لها، وخوف البعض منها، وهي رسائل سلبية في حق علم الفلك وتقنية الفضاء، وتفتح باباً جديداً لظهور المنجمين لخداع البسطاء من الناس. وبيّنت المدربة أن الرسالة نصّت على أن وقت انبعاث أشعة كوزمو من المريخ إلى الأرض يبدأ من 12.30 إلى 3.30 صباحاً، وهو الأمر الذي يبعث على الشك، خاصة أن المريخ في هذه الفترة يكون قد غرب أساساً من أفق السماء قبل هلال شهر ذي القعدة، لهذا من الصعب وجوده في هذا الوقت. لافتةً إلى أنه لن يبقى في كبد السماء إلى الساعة التاسعة مساءً فكيف يبقى إلى منتصف الليل؟ وأوضحت القديحي، أن المجموعة الشمسية تتكون من نوعين من الكواكب هما: الكواكب الصخرية الصلبة القريبة من الشمس وهي عطارد والزهرة والأرض والمريخ، والكواكب الغازية وهي المشتري، وزحل وأورانوس وبلوتو. وأضافت أن كوكب المريخ كوكب صخري، وليس كوكباً غازياً، لذلك لن يقذف ويرسل موجات ضارة إلى الأرض، والأهم من ذلك أن الشمس تقذف كل بضعة أيام “كتلاً إهليجية” كبيرة في الفضاء، ومع ذلك لم تؤثر على الأرض أو تضرها، ولم تتعطل الاتصالات أو يختل النظام الكوني. وقالت القديحي: إنَّ الأشعة الكونية (Cosmic rays) عبارة عن جسيمات ذات طاقة عالية تأتي من الفضاء، وتصطدم بأعالي الغلاف الجوي للأرض، و%90 من الأشعة الكونية عبارة عن بروتونات، و%9 منها عبارة عن جسيمات ألفا (أي أنوية ذرات هيليوم) ونحو %1 جسيمات بيتا (إلكترونات). لافتة إلى أن استخدام مصطلح “أشعة” شائع، ولكنه خاطئ، حيث إن الأشعة الكونية عبارة عن جسيمات مادية تصل بشكلٍ منفرد وليس على شكل أشعة أو حزم من الجزئيات، ومصادر هذه الأشعة عديدة فمنها مثلاً أشعة مصدرها النتوءات التي تبرز من قرص الشمس، وتبلغ سرعتها 200060 كيلومتر/ثانية، ويُطلق عليها الرياح والعواصف الشمسية، وأشعة مصدرها النجوم تكون خاطفة لكنها قوية جداً، وتنشأ من اندماج المجرات، وهي الأشعة الناتجة في السدم، أيضاً هناك أشعة كونية تأتي من مصادر مجهولة في أقاصي الجزء المنظور من الكون، ومسار الأشعة الكونية في الفضاء يتبع خطوط القوى المغناطيسية للشمس والكواكب، وبدراسة أنواع الأشعة الكونية المختلفة يمكن معرفة كيفية تكّون النجوم ونشوء الكون.