متى آخر مرة سمعتم أغنية جديدة «حلوة»؟ بعد أغاني مثل «رحلتي» «من بادي الوقت» «خذني بقايا جروح» «رهيب» تلك الأغاني التي يدور صداها في أرجاء المعمورة، ماذا تبقى سوى خربشات من الموسيقى وكلام أي كلام وأصوات رديئة، ماذا تبقى من أصوات كبيرة مثل عبدالمجيد وراشد والرويشد التي أصبحت أغانيهم الآن بلا عنوان وتصدر ألبوماتهم يليها أخرى لا أحد يلتفت إليها وإيرادات ألبوماتهم إلى الحضيض بعد انتشارها في النت بأسرع من البرق وبالمجان. النمط المادي الاستهلاكي الذي يطغي على عالمنا اليوم جعل الأشواق في الأغنية رسالة لا تبيع ذهباً، وماذا يتبقى من الأغنية إذا انتفت منها الأشواق؟ تصبح «شوية» إزعاج، والأصوات المزعجة كثيرة هذه الأيام، حتى الأصوات الجيدة لا تجد لها كلاماً جيداً ولا ألحاناً عذبة، خامة صوت جيدة مثل الشاب تركي ضاعت وسط كلمات رديئة وألحان باهتة. من يتخيل حجم النحيب الذي كان يتصدر أغاني الكبار في الأزمنة السابقة من أم كلثوم إلى عبدالحليم إلى ميادة وعزيزة جلال ومحمد عبده وطلال الذي ربما يعتبر ضرباً من الجنون الآن الذي قد ينتحب لأن ماركة جواله قديمه وأن بطاقة الشحن قاربت على النفاد. صرعات تقنيات التواصل الاجتماعي هي التي سلبت الألباب وشغلت أوقات الناس واهتماماتهم الآن وهي سلسلة متواصلة من المنتجات لن تتوقف وتدر على شركاتها أرباحاً طائلة إذا ما عرفنا أن سهم شركة آبل المصنعة للآي فون وصل إلى 700 دولار. نصيحتي لمحطات الإف إم أن تستبدل بث الأغاني الجديدة بمقاطع الستاند أب كوميدي فنجومها الشباب يحظون بمتابعة كبيرة والضحك الآن يبيع أكثر من لغة الأشواق التي اندثرت أو شارفت على الاندثار.