كانت مقدمات المسلسلات العربية القديمة "التترات" تأتي ضمن سياق العمل تظهر روح القصة وتقدم أسلوبه وخلاصة فكرته وبشكل يجعل من الصعب الاستماع لهذه المقدمة على حدة بعيداً عن العمل الذي صنعت من أجله، ولكن في السنوات الأخيرة ظهرت موجة من الأغاني الطربية التي تصنع لكي توضع في مقدمة العمل دون أن تكون مرسومة في السيناريو الأصلي حيث تتمتع الأغنية باستقلالها الخاص الذي يجعلها قابلة للتسويق والانتشار. فكرة الغناء في الأعمال العربية سواء في المقدمة أو في داخل العمل ظهرت قديماً منذ خمسين عاماً على يد فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب وليلى مراد وأم كلثوم وأسمهان وشادية وغيرهم من نجوم السينما، وقد استمرت علاقة المغني بالعمل الدرامي إلى وقتنا الحالي حيث يتزين مشاهير الفن والتمثيل بأعمالهم خلال أيام شهر رمضان المبارك ويقدم عدد من نجوم الغناء والطرب أغاني خاصة بتترات المسلسلات التي تعرضها القنوات. وتتصدر المطربة الكبيرة ميادة الحناوي قائمة نجوم الغناء في مسلسلات رمضان حيث وضعت صوتها على مقدمة ونهاية مسلسل (زهرة النرجس) وهي بعنوان (سنرجع يوماً إلى حين). أيضاً هناك الدويتو الذي قدمه الفنان الكويتي عصام كمال والفنانة السعودية وعد في شارة مسلسل (عقاب 2) الذي يحمل لغة تلخص قصة المسلسل. وينطبق جمال المعنى أيضاً على أغنية (أنا فضة وداخل عيوني فرح) التي أدتها الفنانة الشابة شمايل كشارة للبداية لمسلسل (فضة قلبها أبيض). كما استمرت الموجة مع مسلسل (بنت من الزمن ده) والتي قدمتها الفنانة سمية والذي تلعب بطولته الممثلة داليا البحيري. فيما غنت هدى عمار تتر مسلسل (كلمة حق) ومطلعه (مش أي بحر هادي). وفي مسلسل "التنديل" للفنان حسين عبدالرضا يؤدي الفنان القدير حسين جاسم أغنية بعنوان (يا محمل الآلام) كتب كلماتها الشاعر المعروف ساهر ولحنها عامر جعفر لتعطي صورة أخرى لمسيرة العمل الدرامي عبر الكلمات والألحان الموضوعة لمسلسل (التنديل)، وغيرها من الأعمال الرمضانية الأخرى. كل هذا الزخم من الأغاني المطروحة على تترات المسلسلات هل حقق مبدأ الإقناع وقدم صورة موجزة للمسلسلات أم أن الهدف منه تواجد المطرب في رمضان؟.