أكد ل«الشرق» سفير السعودية في بيروت علي عواض عسيري أن السعودية في مقدمة الدول المستثمرة في لبنان، مشيراً إلى أن الاستثمارات السعودية تشكل 40% من مجمل الاستثمارات العربية في لبنان. وأضاف عسيري «تفوق قيمة الاستثمارات السعودية في لبنان حاليا ستة مليارات دولار». وعن تأثُر الاستثمارات بالظروف السياسية والأمنية في لبنان وسوريا، أوضح عسيري «المستثمرون السعوديون اعتادوا على هذا النوع من التوتر في لبنان، لذلك فإن الاستثمارات والمشاريع لاتتوقف بشكل نهائي، ولكنها تهدأ قليلا وتمر بمرحلة ترقب، ريثما تستقر الأوضاع مجدداً، وكلما استقر الوضع الأمني والسياسي في لبنان، كلما ازداد الاستثمار، لأن لبنان يوفر بيئة مثالية للمستثمرين من ناحية موقعه الإستراتيجي وقوانينه وطبيعة شعبه وقطاع الخدمات الناجح جدا فيه، إلا أن المستثمر يحتاج في الوقت نفسه إلى ضمانات أخرى، أهمها الاستقرار السياسي والأمني والحماية القانونية، وهذا من حقه بدون شك»، منوها إلى أن العلاقات الاقتصادية بين السعودية ولبنان قائمة منذ زمن بعيد وتوجد سبعة اتفاقات تجارية ثنائية موقعة بين الدولتين، أولها في العام 1957 وآخرها في العام 2007، والمستثمرون السعوديون متواجدون في لبنان منذ تلك الفترات إلى الآن في قطاعات مختلفة، أهمها القطاع العقاري والقطاع المصرفي والقطاع السياحي والقطاع التجاري. وعن المشاريع الاقتصادية الجديدة قال عسيري إن غالبية الاستثمارات السعودية في لبنان تعود للقطاع الخاص، مضيفا «لا أستبعد وجود مشاريع جديدة قيد الدراسة، لأن لبنان بلد جاذب للاستثمارات، كما أن اللقاءات بين رجال الأعمال السعوديين واللبنانيين مستمرة، خصوصا خلال المؤتمر السنوي الذي تنظمه مجموعة الاقتصاد والأعمال، ما يفتح المجال للطرفين لمزيد من المشاريع والاستثمارات في مختلف القطاعات على خلفية دراستهم لاحتياج السوق ما قد ينتج عنه الدخول في مشاريع تكاملية»، مشيرا إلى دور السفارة والملحقية التجارية التابعة لها في حث رجال الأعمال اللبنانيين على الاستثمار في السعودية، عبر توضيح التسهيلات التي تقدمها المملكة والفرص المتاحة في الأسواق السعودية، والضمانات التي تقدمها الدولة للمستثمرين الأجانب، كما نسهل تواصلهم مع نظرائهم السعوديين، لما لذلك من مردود إيجابي على الاقتصاد السعودي، حيث ينعش النشاط الاقتصادي ويوفر فرصا وظيفية».