أثار خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، جدلا واسعا بين الخبراء والمحللين السياسيين الذين اختلفوا حول طبيعة التحرك الفلسطيني القادم في حالة الحصول على عضوية غير كاملة في الأممالمتحدة، وجدوى هذه الخطوة من الأساس، والعلاقة المستقبلية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. واتفق المحلل السياسي طلال عوكل مع الخبير في الشؤون الإسرائيلية أكرم عطا الله بأن الرئيس عباس وصل إلى قناعة تامة أن المفاوضات مع إسرائيل لم تعد إمكانية قائمة بسبب العنصرية والتشدد الديني والقومي الذي تقوم عليه الحكومة الإسرئيلية، وهو ما دفعه لتوجيه رسالة للعالم لكي يمتنع عن الدعوة المتكررة لاستئناف المفاوضات ويتحرك تجاه ممارسات الاحتلال. لكن الكاتب والمحلل السياسي ووزير الثقافة السابق إبراهيم أبراش اختلف مع سابقيه واعتبر أن الرئيس عباس لم يكن صريحاً في قطع الصلة مع إسرائيل بشأن المفاوضات، مبيناً أنه لاحظ تلميحا ل”أبو مازن” خلال حديثه عن وجود إمكانية للعودة إلى المفاوضات إذا ما قررت إسرائيل أن تجمد الاستيطان، واصفاً حديثه وكأنه يقول لواشنطن سألقي القضية الفلسطينية على كاهل المجتمع الدولي من جديد. ويتفق عوكل وأبراش بأن الرئيس أشار بطريقة غير مباشرة إلى الضغوط الأمريكية التي تمارس عليه وأدانها بطريقة ضمنية لاعتراضها على الطلب الفلسطيني والوقوف بجانب الإسرائيليين، ولكن د. أبراش أضاف “قبول طلب العضوية متوقف على الكواليس الأمريكية والمشاورات التي ستجري داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة إضافة لعملية المساومات والضغط على السلطة”. وتساءل أبراش هل قبول فلسطين دولة غير عضو سينهي الصراع مع إسرائيل، مجيباً “لن ينهي الصراع ولن نصبح متحررين وهو سيضاف إلى عشرات القرارات المهمة التي لم تطبع”، مشيراً إلى أن المهم هو اليوم التالي لصدور القرار “فهل تقام دولة فلسطينية أو سنعود إلى المفاوضات في ظل أوضاع فلسطينية سيئة إضافة للوضع العربي”. وبدوره وصف عوكل خطاب عباس بغير المسبوق والهجومي على إسرائيل عبر تحميلها مسؤولية توقف عملية السلام بسبب رعاية الجيش الإسرائيلي لعصابات المستوطنين وتزايد الاستيطان الأمر الذي يهدد وجود مدن الضفة والقدس المحتلة، قائلا: “لأول مرة يصدر تصريح من هرم القيادة الفلسطينية يصف إسرائيل بالعنصرية والتمييز بهذه الطريقة”. من جهته، يؤكد عطا الله أن الرئيس عباس في خطابه استخدم الورقة الفلسطينية الأخيرة فى الأممالمتحدة وفي حال فشلت لم يبق أمامه إلا خيار واحد، يشمل ربيعا عربيا فلسطينيا وثورة ضد الاحتلال والانقسام في نفس الوقت لمواجهة مشاريع تهويد القضية الفلسطينية. سلطان ناصر | غزة