كانت مقصورة القيادة، وحلم التحليق هاجسنا منذ كنا أطفالا نسأل ذلك السؤال التقليدي «ما ذا ستصبح عندما تكبر» ولم نركن للحلم والأمل فقط، بل عمدناهما بجهد ووقت ومال وصولا إلى الهدف الذي نريده، ويريده أهلونا، ووطننا. ذهبنا لدراسة الطيران التجاري في شتى دول العالم فقد تغربنا عن وطننا وأهلينا وخسرنا الكثير من المال والوقت والجهد ورجعنا إلى وطننا نبحث عن حضنه ويحدونا الأمل للمساهمة في خدمته. تقدمنا إلى الخطوط السعودية في برنامج دراسة الطيران على حسابهم الخاص فنحن لم نذهب للدراسة إلا بناء على شروط هذا البرنامج وذلك بعد أن تأكدنا من مطابقتنا لشروط القبول، وبعد أن أنهينا دراستنا وحصولنا على الحصص المطلوبة وساعات الطيران، كذلك تقدمنا للخطوط السعودية ومن ثم قاموا بإرسالنا إلى هيئة الطيران المدني لإجراء اختبارات الطيران ودفعنا رسوم الاختبارات من حسابنا الشخصي إضافة إلى اجتياز اختبارات اللغة الإنجليزية والفحص الطبي ووضعوا أسماءنا في قائمة الانتظار والمعمول بها من أكثر من عشر سنوات، بعد أن تم قبولنا تمهيدا بالدورات التدريبية أسوة بزملائنا الذين سبقونا وقد تخرجوا من هذا البرنامج وعددهم يفوق 670 طيار على رأس العمل و 100 طيار تحت التدريب. وبعد أن تم قبولنا قامت الخطوط السعودية بطلب 40 طيارا والاتصال بهم من قائمة الانتظار بنا على الترتيب وتم تحديد موعد وهو 25/7/2009م موعدا في الأكاديمية لإجراء اختبارات الطيران الأساسي وهي آخر اختبارات يتم بعدها دخول الدورة التدريبية، وللأسف ذهبنا ولم نجد أحدا ولم يكلفوا أنفسهم بإبلاغنا بتأجيل الاختبار إلى تاريخ 10/8/2009م الذي واجهنا فيه نفس الاستهتار وعدم المبالاة حيث لم نجد أحدا في انتظارنا سوى عبارة تم التأجيل حتى إشعار آخر. وداهمنا شهر أكتوبر من نفس العام قبل أن يحين موعد الإشعار الآخر حيث فوجئنا بقيام الشركة بتغيير شروط قبول دارسي الطيران على حسابهم بشروط شبه تعجيزية كاجتياز اختبار التوفل رغم اجتيازنا سابقا لاختبار اللغة الإنجليزية التويك، مع العلم أن اختبار التوفل لا تنصح به منظمة الايكاوا الدولية لأنه موجه لطلاب الجامعات وليس للطيران، إضافة لاختبار DLR وهو اختبار تعجيزي المقصود منه إلغاء قائمة الانتظار وغالبية أسئلته لا علاقة لها بالطيران. عدد من كانوا على قائمة الانتظار 97 طيارا وكانوا جميعهم مستوفين لكافة الشروط القديمة، ولم يستطع اجتياز الشروط الجديدة التعجيزية منهم سوى 15 طيارا، أما الباقون وعددهم 75 طيارا فقد ذهبوا للأسف ضحية للمواعيد والانتظار والشروط التعجيزية. مجموعة من الطيارين ممن ذهبوا لدراسة الطيران قبل تغيير الشروط عندما عادوا واصطدموا بعقبات كبيرة لم تكن ضمن الشروط قبل سفرهم كنسبة الثانوية ونوع الشهادة والعمر فخسروا الوقت والمال والجهد ولم يحققوا أيا من أهدافهم، فيما تم قبول طيارين غير سعوديين يعلم من درس معهم وزاملهم أن الشروط لا تنطبق عليهم. فضلا عن استقدام الطيارين الأجانب وبأعداد كبيرة على مختلف الطائرات كما تقوم بتدريبهم ومنحهم المميزات العالية وما يلبث أولئك الطيارون أن يغادروا الشركة بحثا عن فرصة عمل أخرى بعد أن تم تدريبهم وتأهيلهم على نفقة الشركة. ولم تقف الأمور عند هذا الحد فقد قامت الخطوط السعودية بفتح باب الابتعاث لدراسة الطيران وقد تقدم حوالى 2000 متقدم من كافة مناطق المملكة وتعثروا بالشروط التعجيزية التي عثر فيها من كان قبلهم ومن يقدر له أن يأتي بعدهم. طيارون في قائمة الانتظار