تأتي في هذه الأيام المباركة على أبناء هذا الوطن ذكرى عزيزة، وصفحة من أنصع الصفحات في تاريخ هذه البلاد، إنها ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية. وإننا إذ نذكر ذلك نحمد الله تعالى الذي مَنَّ علينا بالإيمان، ومَنّ علينا بالأمن في الأوطان، وتفضَّل علينا بنعمة توحيد هذه البلاد المباركة، فحملنا مسؤولية المحافظة على أمنها ومكتسباتها. وفي هذا نذكر قول الله عزو وجل ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) وفي هذه الآية الكريمة وأمثالها من الآيات، الأمر بالجماعة والنهي عن التفرقة، وقد وردت الأحاديث الكثيرة مع الآيات التي تأمر بالاجتماع والائتلاف، وتنهى عن التفرق والاختلاف، ومنها قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ( إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً، وأن تناصحوا من ولاة أمركم، ويكره لكم قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال ). إن الأعوام تمر وبناء الوطن يقوى ويترسخ في النفوس والعقول والواقع، وما ذلك إلا لأنه قام على تقوى من الله ورضوان، وبناه المؤسسون الأوائل على الحق والعدل منذ عهد المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود – رحمه الله- الذي تعاهد مع الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – على الكتاب والسُنَّة حتى جاء الملك عبدالعزيز – رحمه الله- ووحد الله تعالى به المملكة العربية السعودية تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، قال تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) فكانوا في ذلك والحمد لله، أئمة هداية يدعون إلى الخير، ويدلون على الصلاح والإصلاح. ومن فضل الله وتوفيقه أن مَنّ على هذه البلاد بعهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أيده الله، الذي شهد بإنجازاته القاصي والداني في الداخل والخارج ليواصل المسيرة نحو ما فيه عز الوطن وأهله، ويعينه في ذلك ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.