انحازت المملكة للشعب السوري في مواجهته مع نظام بشار الأسد بعدما تبيّن لجوء الأخير إلى القمع والوحشية، ولعبت المملكة منذ بداية الأزمة السورية دوراً كبيراً في اتخاذ قرارات الجامعة العربية بعزل النظام وتجميد عضويته. كما قادت الدبلوماسية السعودية، الجهود العربية في مجلس الأمن والأمم المتحدة لأجل اتخاذ مزيد من الإجراءات لإدانة سياسة القتل والتدمير التي ينتهجها النظام السوري. وجاء الموقف السعودي إزاء «المحنة السورية» امتداداً لذات المواقف السعودية بهدف رفع الظلم عن الشعب السوري وإيقاف مسلسل القتل والتنكيل. وفي أغسطس 2011 وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كلمة تاريخية إلى الشعب السوري أكد فيها رفض المملكة العربية السعودية أعمال العنف والقمع التي تشهدها البلاد، معلناً استدعاء السفير السعودي من دمشق للتشاور. وقال خادم الحرمين في الكلمة التي وجهها إلى الأشقاء في سوريا العروبة والإسلام، «إن تداعيات الأحداث التي تمر بها الشقيقة سوريا، والتي نتج عنها تساقط أعداد كبيرة من الشهداء، الذين أريقت دماؤهم، وأعداد أخرى من الجرحى والمصابين، ويعلم الجميع أن كل عاقل عربي ومسلم أو غيرهما يدرك أن ذلك ليس من الدين، ولا من القيم، والأخلاق، فإراقة دماء الأبرياء لأي أسباب ومبررات كانت، لن تجد لها مدخلاً مطمئناً، يستطيع فيه العرب، والمسلمون، والعالم أجمع، أن يروا من خلالها بارقة أمل، إلا بتفعيل الحكمة لدى القيادة السورية، وتصديها لدورها التاريخي في مفترق طرق الله أعلم أين تؤدي إليه». وأكد الملك عبدالله أن ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة، وأن بإمكان القيادة السورية تفعيل إصلاحات شاملة وسريعة، وأن أمام سوريا خيارين لا ثالث لهما، إما الحكمة أو أن تنجرف للفوضى والضياع لا سمح الله. واختتم خادم الحرمين الخطاب بالإعلان عن استدعاء السفير السعودي من دمشق للتشاور حول الأوضاع الجارية، وفي رسالة واضحة لبشار الأسد قال، «أنت تسير في المسار الخاطئ، وعليك أن تصحح مسارك، وإن لم تكن لديك خطة لتصحيح المسار اترك الفرصة لغيرك». وأوضح خادم الحرمين الشريفين أن بلاده لا يمكنها إطلاقا أن تتخلى عن موقفها الديني والأخلاقي تجاه الأحداث الجارية في سوريا، مشدداً على أنه «كان من الأولى للأصدقاء الروس أن يقوموا بتنسيق روسي- عربي قبل استعمال روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، أما الآن فإن أي حوار حول ما يجري لا يجدي». ورغبة من خادم الحرمين الشريفين في مساعدة النازحين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية وجه جلالته بالبدء في عمليات إغاثة شاملة للنازحين السوريين في لبنان وتركيا والأردن بالتعاون مع السلطات المحلية. واستمراراً لجهود المملكة وجه خادم الحرمين الشريفين، بالقيام بحملة جمع تبرعات للشعب السوري، وسيَّرت المملكة قافلة كبيرة من السيارات المحملة بالمساعدات العينية للاجئين في الأردن.