قالت السياسية القبطية وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، الدكتورة منى مكرم عبيد، إنه ينبغي عدم ربط الفيلم المسيء للرسول الكريم، والذي أنتجه بعض أقباط المهجر، بالمصريين الأقباط. وقالت عبيد، في تصريحات خاصة ل “الشرق”، إن كل أقباط مصر يرفضون الفيلم تماما، ومن قاموا بالفعل المسيء أقلية مرفوضة ومنبوذة منا”، وشددت عبيد على أن التطرف يضرب الجميع المسلمين قبل المسيحيين. وأوضحت “ليس كل الأقباط المصريين في الخارج هم أقباط المهجر الذين أساءوا إلى الرسول، كما أنني أرفض لفظ أقباط المهجر من الأساس لأننا لا نقول “مسلمو المهجر”، واصفةً اللفظة نفسها بأنها طائفية بامتياز. وكشفت عبيد عن أن أقباط مصر ساورتهم مخاوف كبيرة من تعرضهم لغضبة من قِبَل المسلمين بسبب الفيلم، قائلة “المصريون المسيحيون زادت مخاوفهم بشأن وضعهم في مصر بسبب رد الفعل العنيف من قبل بعض المتشددين الإسلاميين”، وأضافت عبيد “كنا نخشى أن يكون رد الفعل ضد المسيحيين أساساً”، وتعتقد عبيد أن رد الفعل المناسب للفيلم كان إهماله وعدم الالتفات إليه. واعتبرت عبيد إدانة الكنيسة القبطية للفيلم عملا حكيما لعب دورا كبيرا في الحد من الغضب والضيق تجاه أقباط مصر. ويبدي الكثير من المسيحيين مخاوفهم وقلقهم من وضعهم في مصر بعد وصول التيار الإسلامي للحكم ممثلاً في الرئيس محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين، كذا سيطرة التيارات الإسلامية على أغلبية مقاعد البرلمان المصري المنحل. وقالت عبيد، التي انتُخِبَت كنائبة للبرلمان المصري مرتين قبل الثورة، “لابد أن نعترف أن هناك تاريخا جديدا في مصر بوصول رئيس إسلامي للحكم، لكن هذا أيضا يثير أسئلة كثيرة بلا أجوبة واضحة بخصوص الأقباط وهي أسئلة بلا حلول سهلة”. وحكمت محكمة مصرية هذا الأسبوع بالسجن ست سنوات بحق مدرس قبطي بتهمة ازدراء الأديان وإهانة الدين الإسلامي لنشره صورا كاريكاتورية مسيئة للرسول على موقع اجتماعي، كما أدين بإهانة الرئيس المصري، كذلك ألقت السلطات المصرية القبض على مواطن قبطي بعدما نشر رابطا لمقطع من الفيلم المسيء على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وهو ما علقت عليه عبيد قائلة “التشدد موجود وقائم ضد الجميع المسلمين قبل المسيحيين”، مشيرة إلى اتهام محامين مسلمين للفنان المصري عادل إمام بازدراء الأديان وصدور حكم قضائي ضده بالسجن قبل إلغائه. واندلعت مواجهات طائفية متعددة بين المسلمين والمسيحيين خلال الفترة التي تلت سقوط مبارك مخلفة قتلى وجرحى معظمهم من المسيحيين لكنها غالبا ما تنتهي بجلسات صلح عرفية للتوفيق بين الطرفين. وأضافت عبيد “التوتر لا يزال موجودا، وللأقلية هموم وتطلعات”، متابعة “على النخب السياسية والفكرية تبديد ذلك عن طريق تبني الحريات وتعزيز المواطنة والدفاع عن سائر حقوق المواطنين وبناء دولة القانون”.