عبدالخالق الجنبي وجد الباحث التاريخي عبدالخالق الجنبي وسيلة جديدة لوضع شعر علي بن المقرب العيوني في ذاكرة الجيل الجديد. الطريقة هي تقديم شعر العيوني بواسطة الفوتوجرافيا، والبحث عن المواقع التي وردت في شعره ووضعها إلى جانب صور حديثة، وإشباعها بشيء من الشرح التاريخي الموجز. وبذلك خلُص الجنبي إلى وضع شعر كُتب في القرن الثاني عشر الميلادي إلى جانب صور التُقطت في القرنين العشرين والحادي والعشرين. المشروع صدر عن دار «ملتقى الواحتين» في بيروت في كتاب عنوانه «الديوان المصّور لشعر علي بن المقرَّب»، جمع 106 صور تعددت مصادرها، علاوة على ملاحق رصدت أنساب قبيلة عبدالقيس التاريخية في بلاد البحرين القديمة. ويمكن اعتبار الكتاب خلاصة مركزة لخبرة الجنبي الواسعة في شعر ابن المقرب واستقصائه الطويل. الجنبي قال ل «الشرق» إن «الديوان المصوّر مخصص للناشئة»، لكن المرجح أن يثير الكتاب إشكالاً جديداً لدى الباحثين، خاصة المهتمين بجغرافيا الأسماء. ويبدو أن المؤلف مستعد للمواجهة ف «أنا أعترف بأنني متعصب لرأيي» على حدّ قوله، خاصة أنه سبق أن خاض معارك شرسة في سبيل استنتاجاته التاريخية، أهمها معركة تخصّ ديوان ابن المقرّب الذي نشرته مؤسسة البابطين، إذ أصدر الجنبي كتاباً مضادّاً سماه «جنايات البابطين على ديوان علي بن المقرب»، حشد فيه قائمة طويلة من الأخطاء المنهجية والتاريخية والجغرافية، حسب رأيه. ثم شارك عبدالغني العرفات وعلي البيّك في إصدار تحقيق للديوان، ثم أتبعه بشرح آخر في ثلاثة أجزاء، اعتماداً على 25 مخطوطة موجودة في 17 دولة، من روسيا حتى كندا. وطبقاً للجنبي فإن «أقدم نسخة موجودة في طهران وهي تعود إلى القرن الذي عاش فيها الشاعر»، وأحدثها «مخطوطة يدوية من القرن الماضي موجودة في دمشق». ويأتي «الديوان المصوّر» في محاولة لفكّ أحاجي ابن المقرّب، وربط ذلك الشعر الصعب على الأجيال الحديثة بالفوتوجرافيا الدالة على المكان الآن. وعلى نحو مباشر يتوقف الجنبي عند قول الشاعر: أقولُ لركبٍ من عُقيلٍ لقيتُهم = وأعناقهم للقريتين تُمالُ ويشرحُ «القريتين» بأنهما «القرية العليا» المعروفة ب «محافظة القرية العليا»، ومكان آخر اسمه «القرية السُفلى»، وكلتاهما معروفتان الآن. وفوق ذلك؛ هناك صورتان لأطلال منزل ومراعٍ التقطتا حديثاً للمكانين. وعلى هذا النمط؛ يذهب المؤلف إلى الشاعر، ثم يعود منه في اتجاه لقطة فوتوجرافية، رابطاً بين هذا وذاك بشرح مركز. ويقول الجنبي إنه استقصى القاموس الجغرافي في شعر ابن المقرّب في ما يخصّ بلاد البحرين القديمة، وشمل الاستقصاء الحدود الجغرافية التي تبدأ من جنوب الكويت حالياً حتى أقصى عُمان. ويرى أن الأحساء نالت النصيب الأوفى في المسميات الجغرافية من شعر ابن المقرّب، ثم الخط (القطيف)، ثم جزيرة أوال (البحرين)»، لكن «شعر ابن المقرّب احتشد بالجغرافيا على نحو واضح وثري»، حسب الجنبي.