أثار الظهور الثاني للرئيس السابق علي عبدالله صالح، أمس الأول، غضب شباب الثورة وخصوم صالح السياسيين، وذلك بعد أيام من ظهوره في احتفالية حزبه بعيده الثلاثين، الذي كاد أن يعيد صنعاء إلى دائرة الحرب مرة أخرى. وأعلنت ساحة التغيير، وقوى المشترك السياسية بزعامة الإخوان المسلمين «حزب الإصلاح» عن تسيير مظاهرة مليونية تشبه التظاهرة التي خرجت الأسبوع الماضي، للتنديد بظهور صالح في احتفالية حزبه، وإلقائه خطابا هاجم فيه خصومه، وسخر من شباب الساحات. وقالت مصادر في اللجنة التنظيمية بساحة التغيير ل»الشرق»: إن حشودا كبيرة تتدفق على العاصمة صنعاء من جميع محافظات اليمن للمشاركة في مليونية الغضب في الذكرى الأولى لمجزرة «جولة كنتاكي» التي قُتل فيها عدد كبير من شباب الثورة أثناء محاولتهم اجتياز خط التماس الذي كان يفصل بين قوات اللواء علي محسن الأحمر وقوات علي صالح. وتأتي التظاهرة حسب المصادر بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الأمن وظهور علي صالح، متحديا مجلس الأمن وشباب الثورة. وقال صالح في اجتماع حاشد مع شيوخ قبائل اليمن والشخصيات الاجتماعية أمس الأول: إن المؤتمر وحلفاءه أوفوا بالتزاماتهم، ونفذوا المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وفق الزمن المحدد لها، حرصاً على حقن الدماء. وحذر صالح، خلال اللقاء، من محاولات إقصاء كوادر حزبه، المؤتمر الشعبي العام، من مفاصل الدولة، واستنكر الإقصاء الوظيفي الممنهج الذي يتعرض له أعضاء المؤتمر الشعبي العام والكفاءات الوطنية المستقلة على أسس حزبية ضيقة لا تخدم مرحلة الوفاق الوطني، ولا تمت إلى الصالح العام بصلة، داعياً الأممالمتحدة إلى إدانة الطرف المعرقل للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وهاجم اللقاء، الذي رعاه صالح، ما وصفه بالأعمال الاستفزازية، والخطاب الإعلامي المأزوم، والمسيرات المدججة بالأسلحة، والتصعيد الإعلامي، والإرهاب الفكري، والاغتيالات السياسية التي تهدف إلى تقويض التسوية السياسية، وإقلاق السكينة العامة، وتهديد الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي، والإخلال بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن الدولي. وطالب أنصار صالح القيادة السياسية والحكومة بتحمل مسؤولياتها في حماية البعثات الدبلوماسية المعتمدة في اليمن، رافضين بشدة أي مساسٍ بالسيادة الوطنية والوجود الأجنبي على أراضي اليمن بأي صورة وتحت أي ذريعة من الذرائع. ودعا شيوخ قبائل اليمن، والسياسيون، وأعضاء مجلسي النواب والشورى، الذين حضروا اللقاء، أحزاب اللقاء المشترك وشركاءها بتنفيذ كافة بنود المبادرة الخليجية وآليتها الزمنية دون انتقائية.وطالب أنصار صالح، في بيان صدر عن لقائهم الأممالمتحدة ومجلس التعاون الخليجي والدول الراعية للمبادرة الخليجية بالقيام بمسؤوليتها في تنفيذ كافة بنود المبادرة، كما طالبوا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي بمتابعة تنفيذ التسوية السياسية كاملة غير منقوصة وفق المدة الزمنية المحددة لها.وحذر مراقبون من خطورة التصعيد بين الطرفين، وتهييج الشارع مرة أخرى، والعودة بالوضع في البلاد إلى عهد الصراع المسلح الذي لم تنزع فتيله سوى المبادرة الخليجية. وقال قيادي بارز في المؤتمر الشعبي العام ل»الشرق» إن صالح يرد على استفزازات الشيخ حميد الأحمر له، وأن ما يجري هو صراع بين الطرفين، وأن استمرار هذا الصراع قد يذهب بالتسوية السياسية إلى متاهة غير معروفة النهاية. وأضاف القيادي في حزب صالح، أن حميد الأحمر يتحكم في قرار المشترك، ويحرك الساحات متى يشاء، ويموّل التظاهرات المليونية، وصالح يتحكم في قرار المؤتمر، ويوجّه خطابه السياسي كما يشاء، بينما يقف الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني دون أن يكون لهم أي تأثير على الأرض. وقال القيادي في المؤتمر الشعبي العام: إن الرئيس هادي ترك مراكز القوى الاجتماعية في يد صالح، ولم يعمل على التقرب منها أو استمالتها إلى صفه كونها ذات تأثير كبير على مجريات الأحداث واستقرار الوضع في البلاد. وأضاف أن شيوخ قبائل اليمن حتى اللحظة لم يلمسوا أي نشاط للرئيس هادي لإشراكهم في تحمل مسؤولية إنجاح المرحلة الانتقالية رغم مضي سبعة أشهر على وصوله إلى السلطة.وقال: إن صالح عاد إلى شيوخ قبائل اليمن، الذين بنى علاقات وطيدة معهم خلال فترة حكمه، ليستفيد منهم كمركز ضغط بالغ التأثير على الحياة السياسية. لقاء صالح مع شيوخ القبائل والسياسيين وأعضاء البرلمان والشورى. (الشرق)