أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن أنه قرر وقف التظاهرات والمسيرات المؤيدة للرئيس علي عبدالله صالح وخصوصا تلك المسيرات الأسبوعية التي تقام عقب صلاة الجمعة, مبررا ذلك بأنه يأتي التزاماً باستحقاق التسوية السياسية وتنفيذاً للمبادرة الخليجية، ومن أجل تهيئة الأجواء أمام حكومة الوفاق الوطني لممارسة مهامها في أجواء بعيدة عن المشاحنات السياسية والتراشقات الإعلامية. وإلى ذلك، دعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية إلى الاحتشاد في تظاهرات الجمعة أطلقت عليها "الاصطفاف الثوري". وذكر بيان صادر عن الحزب الحاكم أن "المؤتمر الشعبي العام، وتأكيداً منه على الوفاء بالتزاماته تجاه استحقاقات التسوية السياسية التي تم التوصل إليها بتوقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، قرر إيقاف التظاهرات الأسبوعية التي تقام عقب صلاة الجمعة في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء والميادين العامة في مختلف محافظات الجمهورية ابتداء من يوم غد الجمعة الموافق التاسع من ديسمبر/ كانون الأول الجاري". وأشار البيان إلى أن قرار حزب المؤتمر الشعبي الحاكم "يأتي كبادرة حسن نوايا تجاه إنجاز الحلول السياسية للأزمة التي تشهدها البلد منذ عشرة أشهر، وبما يهيئ الأجواء أمام حكومة الوفاق الوطني التي أعلن تشكيلها يوم أمس على البدء في عملها في ظروف بعيدة عن المشاحنات والمكايدات السياسية والإعلامية". ولفت إلى أن قرار قيادة المؤتمر يضيف دليلاً جديدا على حرص الحزب الحاكم على تغليب مصلحة الوطن العليا والبدء بإنهاء الأزمة السياسية انطلاقاً من إزالة أسبابها وفي مقدمتها التهدئة الإعلامية والسياسية. ودعا الحزب الحاكم أحزاب تكتل اللقاء المشترك المعارض وشركائهم "الذين سيكونون معه على طاولة واحدة في حكومة الوفاق الوطني "لأن يسارعوا هم أيضاً إلى مبادرة مماثلة لإثبات حسن النوايا، والبدء باتخاذ خطوات من شأنها التأكيد على جديتهم ووفائهم بالتزاماتهم في إطار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، حسب ما ورد بالبيان. المعارضة تضغط بالتظاهرات وفي تصريح ل"العربية.نت"، قال القيادي في حركة التغيير الشبابية بصنعاء حمزة الكمالي إن تظاهرات الجمعة تأتي للتأكيد على استمرار الثورة حتى تحقيق جميع أهدافها وعلى رأسها إسقاط بقايا النظام وتقديم المجرمين والفاسدين من رموزه للمحاكمة العادلة". وبخصوص إعلان الحزب الحاكم وقف التظاهرات والمسيرات المؤيدة لصالح ونظامه، قال: "نحن نرى أن الحزب الحاكم لم تعد له دولة يستنزفها من أجل مصالح حزبية، ونعتقد أنه أصبح عاجزا عن استنزاف ما تبقى منها". وعن دعوة الحزب الحاكم لاتخاذ خطوة مماثلة من قبل المعارضة عبر إيقاف التظاهرات المناهضة للنظام، أوضح الكمالي أن "اللقاء المشترك ليس له دخل بساحات الاعتصامات والاحتجاجات بعد أن أصبح داخل السلطة, أما الشباب المحتجون فلهم طريق آخر غير التسوية السياسية".