يفتتح في متحف الشارقة للفنون الأربعاء معرض هام لمجموعة نادرة من أعمال الفنانين الاستشراقيين الذين قاموا برحلات فنية شهيرة إلى بلاد الشام خلال القرن التاسع الهجري تحت عنوان “بلاد الشام”. وكان رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، عبدالله العويس، أعلن عن تفاصيل المعرض في مؤتمر صحافي عقد الاثنين في الشارقة، وقال “إن الأعمال المعروضة تضم مجموعة منتخبة ونادرة من مقتنيات الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، ويتضمن مجموعة من الأعمال الطباعية البارزة التي أبدعها أكثر من ثلاثين فناناً استشراقياً وثقوا كثيراً من المشاهد الحياتية والأثرية العاكسة لواقع البلدان وأحوالها في ذلك الزمان”. وتعرض هذه المجموعة المنتخبة من أعمال المستشرقين للمرة الأولى في الشارقة، مما يشكل أهمية خاصة لهذا المعرض الفني المتميز وما يتضمنه من مختارات تحمل من التنوع والإبهار ما يدلل على عظمة الموروث والتاريخ العربي. ويعد المعرض امتداداً لمعارض سابقة عرضت المقتنيات النادرة لحاكم الشارقة حيث سبق تنظيم معرضين هامين هما “رحلة إلى بلاد فارس”، و”الفنون العربية من القاهرة من خلال آثارهما”، إذ تشكل هذه المعارض سلسلة مترابطة من المعارض التخصصية الكبرى التي تنفرد بها إمارة الشارقة الموصوفة بمدينة الثقافة في الإمارات. وقال الفنان هشام المظلوم “يضم المعرض 171 لوحة منفذة بالطباعة الحجرية، كما سجل وقائعها وآثارها الكائنة آنذاك في الربوع المترامية الأطراف نخبة من الرسامين المأخوذين بسحر الشرق وأسراره وآثاره، محاولين سبر الأغوار وتوثيق الحياة على حالتها، بما يتوافق مع رؤاهم وتوجهاتهم”. وأضاف “أبدع هذه اللوحات أكثر من ثلاثين رساما ينتمون لعدة بلدان أوروبية، من أبرزهم ديفيد روبرتس، وماك فارلان، وبارتليت، وستانفيلد، ووليامز، كالكوت، وتيرنر. لتؤكد هذه الأعمال على البعد الحضاري العميق لبلدان الشام بتاريخها الممتد عبر آلاف السنوات”. تم توزيع الأعمال في المعرض على أربعة أقسام رئيسية هي: فلسطين، والأردن، ولبنان، وسوريا. ولا يقتصر المعرض على عرض اللوحات للعامة فقط بل يتضمن برنامجاً لندوة فكرية تعقد في مقر دائرة الثقافة والإعلام يومي الأحد والخميس 23، و24 سبتمبر، وكذلك مجموعة من الورش التخصصية في فن الحفر يقدمها ثلاثة من الفنانين العرب من فلسطين، والأردن، وسوريا، إضافة إلى برنامج تعليمي وزيارات جامعية ومدرسية. واعتبرت مديرة الشؤون التنفيذية في إدارة متاحف الشارقة عائشة ديماس أن المعرض يرسخ قيم المحبة والتعاون والسلام الإنساني، “وما الفن إلا جزء من هذه القيم النبيلة، التي تعزز من موقع الشارقة كواحة ثقافية وفكرية قيَّمة، لها دورها المؤثر في دعم ورقي الإنتاج الإنساني” حسب قولها. أ ف ب | الشارقة