انطلقت فعاليات أيام الشارقة الثقافية بإيطاليا تحت شعار "مانتوفا ترحب بالشارقة" وتستمر حتى الخامس من شهر أغسطس القادم في مبنى قصر الأمراء التاريخي في مدينة مانتوفا الإيطالية برعاية الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وتمثل مدينة مانتوفا العريقة محطة حوار حضاري تتسع لكل القيم الإيجابية التي تعزز علاقات الصداقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا، كما تعتبر فرصة لتعزيز التعاون الثقافي بين الشارقة والمدن الإيطالية خاصة وأن التعاون يتعزز على الدوام من خلال المشاركة الإماراتية في بينالي فينيسا ومعرض بولونيا للكتاب، إضافة إلى سلسلة الفعاليات الثقافية الإيطالية التي استضافتها الشارقة لتضيف زخما للمعارف العامة حول الثقافة والفنون الإيطالية وكان لها آثار إيجابية على مختلف المستويات. ويواصل برنامج "أيام الشارقة الثقافية في العالم" استكمال المشروع الثقافي في إيطاليا حيث تم قطع شوط كبير في تنفيذ هذا المشروع من خلال سلسلة من الفعاليات الثقافية التي تجولت في مناطق ومدن مختلفة من أوروبا وآسيا والعالم العربي، واشتملت الفعاليات على المقتنيات الخاصة للخليج في الخرائط التاريخية وعروض فنية تراثية ومعارض تشكيلية ومعارض للمقتنيات التاريخية وأخرى لفنون الخط والزخرفة العربية الإسلامية، والمشاركة بعروض مسرحية في عدة دول إضافة إلى تنويعات من الإصدارات والترجمات لإيصالها للذاكرة العالمية. والخيار الثقافي للشارقة كان له آثاره المشهودة حيث اختارتها المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" عاصمة للثقافة العربية في عام 1998، إضافة إلى اختيارها خلال مؤتمر الثقافة الإسلامية الذي عقد في مدينة باكاو بأذربيجان عام 2009 عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014؛ مما يبرز أهمية الدور التنويري الفاعل الذي تلعبه الثقافة في التقارب بين الشعوب وتنمية العلاقات بين الدول والمجتمعات ونشر روح التسامح والتعارف، وتبادل الرؤى والمقاربات والتعرف على الكنوز المعرفة الإنسانية.. كما تعبر هذه الفعاليات الثقافية على ما توليه الشارقة من اهتمام في تقديم وعرض الثقافة الإماراتية خاصة والثقافتين العربية والإسلامية بشكل عام للعالم؛ مما يوجد جواً من التقارب والتفاهم الفكري بين مختلف الشعوب. وبذلت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة جهوداً كبيرة في الإعداد لهذه التظاهرة الثقافية المتميزة وقيامها بتقديم الثقافة الإماراتية والعربية والإسلامية بأسلوب يتوافق مع الطبيعة الديموغرافية والجغرافية لمدينة مانتوفا. وتتشابه مدينتا الشارقة ومانتوفا في العديد من الجوانب؛ أهمها الاهتمام بالثقافة وسعيهما الدائم إلى تعريف العالم بما تحويه كل من المدينتين من إرث ثقافي وفني وتاريخي، وما يحتم على الجانبين مواصلة السير نحو تحقيق علاقات أفضل وترسيخ التعاون والتبادل الثقافي المشترك. كما تبرز هذه الأنشطة مكانة الشارقة التاريخية والثقافية التي تحتم عليها لعب مثل هذا الدور في المنطقة لما تمتلكه من خبرة في تقديم أفضل طرق وأساليب التواصل مع الآخر. و شهد معرض الخط العربي إقبالاً كبيراً لطبيعته الخاصة وارتباطه الوثيق بالثقافة العربية والإسلامية، واشتمل على مجموعة كبيرة من اللوحات الخطية والزخرفية أبدعها فنانون إماراتيون وعرب ودوليون شاركوا مؤخراً في "ملتقى الشارقة للخط العربي" وفق الأنماط الكلاسيكية والبصرية المعاصرة.