فاجأ أحفاد الراحلة صفية عنبر، أبناء ابنها خالد، الحضور بذكر الجوانب الإنسانية والعائلية، في أمسية أقامها نادي المنطقة الشرقية الأدبي تأبيناً للراحلة، مساء أمس، في صالة المحاضرات في مقر النادي في الدمام، وبالتعاون مع صالون الأربعائيات الثقافي للشاعرة سارة الخثلان، قدمتها وأدارتها التشكيلية حميدة السنان، بحضور كثيف في الصالتين، وبالأخص النسائية، كأول حضور من نوعه تشهده القاعة النسائية منذ أكثر من عامين. وقال حفيد الراحلة، عبدالعزيز التركي، في مشاركته “لن أتحدث عن الكاتبة صفية، بل ماما صفية”. مضيفاً “كنت مشاكساً، ومتى ما كنت أفعل المشكلات، أذهب إليها.. كانت دائماً عندما تشاهد الأخبار تقول لا حول ولا قوة إلا بالله، وتطفئ التليفزيون لتعود للكتابة”. أما حفيدة الراحلة، عبلة التركي، فشكرت للنادي إقامته للتأبين، وقالت “كانت صديقة وجدة وأختاً، وجزءاً لا يتجزأ مني. تعلمت منها أن مبادئ الإنسان لا تتغير مهما تغيرت الظروف”. وكانت السنان قد تطرقت إلى سيرة الراحلة في مقدمة الأمسية، فهي ابنة الراحل عبدالحميد عنبر، الذي يعد أول من أدخل الترجمة إلى الصحافة السعودية، وأول من أسس نادياً للأدب في المدينةالمنورة، وأحد مؤسسي صحيفة “المدينة”، وأحد أعضاء مجلس الشورى. وأشارت الخثلان إلى أول رواياتها “عفواً يا آدم” الصادرة عام 1986، التي لم يكن من نصيبها أن توزع في الوطن، وقالت “لا ندري حتى الآن ما هو مصير هذه الرواية”. وفي مداخلة رجالية، قال الدكتور محمد النعيمي “لم تتركن لي شيئاً لأقوله عن الراحلة، كل ما دونته ذكر في مداخلاتكن”، مضيفاً “عندما ارتحلت من المنطقة الغربية إلى الشرقية، كانت لها مواقف في تخطي العقبات، بالأخص في مرحلة دخولها الصحافة “الذكورية”. التشكيلية بدرية الناصر كانت ممن عاصروا الكاتبة، قدمت كلمة حول الراحلة التي لم يسع الوقت لأن يقام لها حفل تكريم في حياتها. أما الناشطة ندى الزهيري فقالت “تمنيت هذا الحضور، وهذا التكريم، وهي موجودة بيننا، لكننا دائماً نكرم من يرحلون”. وقالت الناشطة الاجتماعية فوزية الهاني، التي انقطعت خمسة أعوام عن حضور فعاليات النادي “فخر لنا أن تكون الراحلة من بيننا، فكم منا تمتلك الشجاعة لتعبر عما تمر به”. الشيخ عبداللطيف العقيل، أحد زملاء الراحل عبدالعزيز التركي، زوج الراحلة، أكد أن الراحلة كانت محل تقدير جميع الناس “إذا ذكرت صفية علينا ذكر الراحل عبدالعزيز التركي”، ذاكراً محاسنه ومواقف عدة جمعتهما سوية. كما شارك عبدالقادر الزين بمداخلة، ومنها “مما لم يذكر أن للراحلة مكتبة كبيرة وزعت بين الدمام ولندن وجدة”. وأضاف: قالوا عنها “شخصية إشكالية”.. لم تكن إشكالية، بل عفوية وذكية ولماحة. أما التشكيلية وداد المنيع فقالت “كنت أحب أن تكون الأمسية تكريماً، وليس تأبيناً”. يذكر أن الشاعرة سارة الخثلان جلبت نسخاً من مؤلفات الراحلة قدمتها للحاضرات. صفية عنبر