نظمت الملحقية الثقافية السعودية، ضمن البرنامج الثقافي لجناح المملكة في معرض بيروت للكتاب، ندوة «واقعية السرد في الرواية السعودية المعاصرة»، حاضر فيها الدكتور عبد الرحمن الوهابي، وأدارها عضو مجلس الشورى حمد القاضي، وسط جمهور من النقاد والإعلاميين. واستهل الوهابي محاضرته بالإشارة إلى أنه يمكن ملاحظة تطور الرواية السعودية خلال العقدين الأخيرين، لا لكونها ظاهرة أدبية اجتماعية تتطور وتتحرك مع المجتمع، بل لحضور متغيرات سياقية أثرت عليها كماً وكيفاً، وتكاد تصبح الجنس الأدبي الأكثر بروزاً على الساحة. وأضاف: يمكن أن يناقش هذا بقراءة استراتيجية السرد الذي يبحث في المتغيرات السردية، من خلال مفهوم الأدب وطبيعته، مستعرضاً مسيرة السرد في الرواية المعاصرة في العشر سنوات الأخيرة. ونظراً لأن الشكل الروائي يعد الثنائية التي تقوم عليها الرواية، مع الثيمات، فإن الرؤية الاستشرافية الاستقرائية تشير فرضيتها إلى حضور متغير قائم على الوصف، إلى حضور تيار الواقعية الملامس للحراك المحلي، بصورة تتزامن عن المنتج المتقدم للرواية السعودية منذ نشأتها في عام 1932، مع رواية «التوأمان»، حتى مرحلة ثمانينات القرن الميلادي الماضي، حيث ظهر التجريب كانعكاس لمفهوم الحداثة حينها مع تيار الأدب الإسلامي، وكان ظهور المضامين التقليدية من تاريخية ورومانسية وواقعية وغيرها، بصورة لا تخالف التوجه الاجتماعي العام. وحول هذه المظاهر، استعرض الوهابي ثلاثة محاور، أولها ثنائية النقد والواقعية، والثاني يهتم بالشكل الروائي وأسلوبه، وأما الثالث فيعنى باستراتيجية السرد، وحراك الواقع. واعتبر أن نتائج الدراسة تعزز فرضيات نظرية الأدب التي تربط ما بينه وبين علم المجتمع، وأن الأدب من سياق المجتمع، بصفته سجلاً للأحداث، فهو يسجل ما لا يسجل، لذلك فالرواية السعودية تطورت وجسدت واقعها المعاصر، رغم الخلل التقني بسبب عوامل التأليف، وكثرة التجربة الأولية، وعدم متابعة النقد العلمي، إضافة على أثر الفعل الإعلامي. ونلحظ أن التوجه في ذاته للرواية خضع لمؤثرات عدة لم يكن فنياً خاضعاً لوصف الواقع بقدر ما هو صادر من مؤثرات خارجية وداخلية أثرت على مفهومه، وليس على طبيعته.