أكدت شركة أرامكو السعودية أمس، أنها تمكنت من السيطرة على اختراق نظامها الإلكتروني، بعد مضي 25 يوما من عملية الاختراق التي تسببت في تدمير ثلاثين ألف كمبيوتر بسبب انتشار فيروس أطلق عليه «شامون». وقالت الشركة إن العمل يجري كالمعتاد في شبكتها الإلكترونية، وذلك بعد أن أجرت فحصًا كاملًا ودقيقًا لشبكتها المعلوماتية، وتأكدت من إمكانية تشغيلها بمنتهى الأمان، كما زادت الشركة أيضًا من تعزيز نظم حماية المعلومات فيها ودعمت التقنيات المتعلقة بذلك. وأضافت في بيان وزعته أمس «لم يكن لما أصاب الحواسب الشخصية في الشركة عند تعرضها للفايروس أي تأثير يذكر على سير الأعمال الإدارية أو إنتاجية العاملين فيها، نظرًا لأن إصلاح هذه الحواسب قد تم بأقصى سرعة وكفاءة، بحيث أصبحت جاهزةً قبيل عودة الموظفين من إجازة عيد الفطر المبارك، كما أسهم أيضا في الحد من هذا الأثر تمكن الشركة من إعادة تشغيل خدمات البريد الإلكتروني الداخلي فيها عند رجوع الموظفين». وأشارت إلى إنها عاودت التأكيد أن أعمال الزيت والغاز لم تتأثر بالحادث إطلاقًا، حيث أوفت الشركة بكامل التزاماتها لعملائها في الوطن والعالم، وذلك بفضل نجاح خطط الشركة لمواجهة مثل هذه الطوارئ، وكذلك ما تتمتع به شبكتها الداخلية العاملة في مجال الزيت والغاز من تقنيات متقدمة في مجال حماية النظم. وبحسب البيان، فإنها لا تزال تجري تحقيقاتها حول الحادث، مشيرة إلى أن الشركة لاحظت بعض الأنباء والتقارير التي تتناول ما وصل إليه التحقيق، وهي مبنية على تخمينات لاتستند على أية حقائق، ولا تمت للواقع بصلة، إلا أن موقف الشركة دائما يظل عدم الخوض في الحديث حول ما يجري من تحقيقيات في هذا الشأن تعزيزا لسير العمل فيها. وعلى أرض الواقع، ما زالت فصول أزمة نقص كميات البنزين والديزل في منطقة القصيم متواصلة بعد أن شكلت الناقلات طابورا امتد أكثر من 1500 متر أمام محطة شركة أرامكو في منطقة القصيم، حيث علمت «الشرق» من مصدر داخل أرامكو القصيم (فضل عدم ذكر اسمه) أن الأزمة ما زالت متواصلة وأن العمل ما زال يدوياً، الأمر الذي تسبب في خفض كميات البنزين اليومية المعبأه للناقلات حوالي 55% عن التعبئة الاعتيادية، حيث بلغ عدد الناقلات التي يتم السماح لها بالتعبئة يوميا خلال الأيام الماضية نحو 300 شاحنة، فيما كانت طاقة التعبئة لدى محطة القصيم تسمح بتعبئة أكثر من 700 ناقلة يوميا، وأكد المصدر أن الناقلات تصطف لمدة طويلة تتراوح من ثلاثة أيام إلى أسبوع في انتظار تعبئتها لتغذية محطات البنزين المنتشرة في منطقة القصيم وعدد من الخطوط السريعة المرتبطة بالمنطقة. وأضاف المصدر أن العمل مازال مستمرا بإنشاء مسارات لتعبئة البنزين، التي لم تكتمل بعد لتخفيف الزحام، لا سيما وإن هنالك تأخرا كبيرا في عملية تعبئة الناقلات بالوقود، مشيرا إلى أنه سيكتمل بناء المنصات نهاية الأسبوع الجاري، وأن العمل الداخلي بالشركة مازال يدوياً. وأبدى مزارعون في المنطقة تذمرهم جراء الخسائر الكبيرة التي تكبدوها خلال الأيام الماضية بسبب نقص الديزل في محطات الوقود، التي لم تجد حلولا سوى الإغلاق. أرامكو.. التعتيم الإعلامي لا يخفي الحقيقة قبل أربعة أيام نشرت رويترز الإنجليزية خبراً عن التحقيق مع موظفين يعتقد أن لهم علاقة بالفيروس الذي اخترق شبكة الشركة، الخبر في مجمله كان خبراً عادياً لو تم إيضاحه في وقته ولم يترك ليفتح باباً للتأويلات. «الشرق» بعد صدور خبر رويترز وإيماناً منها بالدور الإعلامي المنوط بها وتأكيداً على أهمية شركة أرامكو باعتبارها شركة لكل الوطن وواجبها إيضاح الأمر مثلما واجبنا أن نرد على الخطأ، تواصلت مع عدد من المسؤولين في الشركة لتوضيح الأمر على اعتبار أنه يجب أن يوضح. كان رد المسؤولين أنه لا داعي للتعليق على هذا الأمر، وإيماناً من «الشرق» بأن هذا الأمر سيتم نفيه من الشركة خلال فترة بسيطة، إذا كان الخبر مختلقاً، إلا أن الشركة لم تتكرم بالرد على الأمر وهو ما يعني ضمنياً صحة المعلومات التي نشرتها الوكالة العالمية. إن المتتبع لهذا الأمر يدرك أن هناك خللاً في التعاطي مع الأمر مما سبب تمتمة إعلامية وتعتيماً على ما حدث، وإلا فلماذا تم تجاهل الإعلام المحلي؟ وهل قناعة المسؤولين في الشركة التقدمية بأن الإعلام شريك استراتيجي يجعلهم يعتمون على المعلومات الصحفية. إن التأكيدات التي يذكرها المسؤولون في وطننا التي تؤكد على أهمية الرد على وسائل الإعلام من قبل المتحدثين يجعلنا نتساءل دوماً عن أهمية أن تتعامل الشركات الحكومية بمهنية مع وسائل الإعلام المحلية وتوفر لها المعلومة التي تريدها دون زيادة أو نقصان وبعيداً عن الاجتهادات الفردية. لم تكتف أرامكو بتجاهل الاتهامات بالاختراقات من الداخل بل تجاهلت كذلك الرد على أسئلة «الشرق» الموجهة منذ ستة أيام، التي كنا كفريق تحرير نرغب من خلالها في إيضاح الصورة وأن نكون صوتاً واحداً لإيضاح حقيقة الاختراق ولكن للأسف تعاملت أرامكو الشركة التي نفتخر جميعاً بها، مع الأسئلة المرسلة كأي معاملة في إدارة حكومية في منطقة نائية، وحتى لحظة كتابة ما سبق لم يصلنا شيء.