الأحساء – غادة البشر مختصة اجتماعية: يجب أن يتحرى الزوجان الدقة والتأني قبل اختيار شريك الحياة مأذون شرعي: على الرجل أن يلتزم بوعوده وأن يضع نفسه مكان زوجته وأهلها يحلم الرجل والمرأة على حد سواء بدخول القفص الذهبي، ومتى ما كانت صورة حياتهما الزوجية خلاف ما توقعاه، حتى يشرعا في طلب الفرار من هذا الزواج، ليدخلا في سلسلة من القضايا، ما بين نفقة وحضانة وخلع وغيرها من الأمور، خاصة مع تعمد بعض الأزواج نقض الشروط التي تضعها الزوجة في عقد الزواج. وفي الوقت الذي يرفض فيه البعض محاصرة الزواج بالشروط، يفضلها البعض الآخر، بل يعتبرونها وسيلة لضمان الحقوق. مواصلة التعليم تقول نهلة عبدالرحمن – مطلقة – (21 عاما): إنها لم تكن تفكر مطلقا في الزواج قبل إنهاء تعليمها، فقد كانت من المتفوقات في الكلية عندما تقدم طليقها للزواج منها، ما دفعها لرفضه، إلا أن ضغط أسرتها عليها شجعها على الزواج منه بعد أن وضعت شرطا وحيدا وهو مواصلة تعليمها، ولأن طليقها كان مُصّرا على الاقتران بها وافق على شرطها، لكن بعد شهرين فقط من الزواج وقع ما لم يكن في حسبانها، حيث طلب منها طليقها أن تترك دراستها رغم بقاء عامين فقط على تخرجها، وتقول: «صرخت في وجهه بكل دهشة وألم»، وشرطي في عقد الزواج؟»، وبكل سخرية أجابني بأن المسألة لا تعدو شرطاً في عقد الزواج الذي لا يُعد معاهدة حكومية أو دولية، وقد وافقت لتتزوجيني، وأنتِ الآن في بيتي، ولا تملكين حق الاعتراض،. إلا أنني اعترضت، رغم إصراره، ما أدى إلى وقوع الطلاق بيننا، وعدت بعد شهرين فقط من زواجي إلى منزل أهلي أحمل لقب مطلقة، والسبب أنني بنيت حياتي على شرط في عقد الزواج لم يحترمه طليقي». استخفاف بالعقد فيما أشارت إيمان عبدالعزيز – متزوجة – إلى أن المؤلم لا يكون في خسارة دراسة أو عمل أو غير ذلك من الشروط التي تطلبها الفتاة، بل في استخفاف الرجل بالعقد الشرعي وبالفتاة وأهلها، وتعمّد الكذب، والغش، ونقض الوعود، ما يؤدي إلى فقدان الثقة بين الطرفين، وأضافت: «الزوج الذي لا يحترم كلمته يفقد ثقة زوجته واحترامها، ما يفسد شكل العلاقة بينهما، وإن استمرت، وهذا ما حدث معي فقد اشترطت في عقد الزواج أن يمنحني زوجي شقة مستقلة مع بقائي في وظيفتي، إلا أنني اضطررت إلى التنازل عن شروطي الواحد تلو الآخر، وأولها الشقة التي لم أقضِ فيها سوى ستة أشهر، ثم الراتب الذي كان يستولي على ثلاثة أرباعه، حتى استقلت من عملي، وبعد ثماني سنوات من الزواج أعيش مع زوجي دون أن يكون في قلبي شعور طيب نحوه»، متمنية لو أنها لم تحمل بعد شهر واحد من زواجها، مشيرة إلى أن الأبناء وحدهم يستحقون الصبر والتضحية. وتؤكد غادة عبدالله، أن شروط عقد الزواج لا تحفظ حق الزوجة، وترى أن الزواج علاقة حساسة لا مكان للشروط فيها، بل ينبغي أن تكون الثقة المتبادلة بين الزوجين العمود الفقري لها، وتوضح: «ينبغي أن يُغلّف عقد الزواج بالعاطفة والحب والرحمة، وهذا ما يضمن للمرأة حقوقها مع زوجها». احترام الشروط من جانبه، أوضح المأذون الشرعي عبدالعزيز البويت، أن «المسلمين على شروطهم»، كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن قبِل شرطاً ينبغي أن يلتزم به، كما يتحتم على الزوجين احترام الشروط، لأنها كالوعد، وعلى الرجل أن يضع نفسه مكان زوجته وأهلها، وأشار إلى أن على الزوجة اتباع عدة أمور في حال لم يلتزم الزوج بشروط عقد الزواج، أولها محاولة إقناعه بالمنطق، فإذا لم يوافق، وكان في ذلك ضررا عليها، فعليها طلب تدخل أهلها وأهله لإقناعه، فإذا لم يقتنع فعليها رفع الأمر للمحكمة، لتقوم باللازم عند ثبات قدرته على الالتزام بالشروط، وعدم وجود أي مانع خارج عن إرادته في ذلك، حيث تقوم المحكمة بإلزامه إجباريا بالشروط. تحرّي الدقة هذا، وترى مختصة علم الاجتماع فتحية صالح، أن تسجيل شروط الزوجة في العقد ضروري، إلا أن هذا الأمر غير كافٍ لحماية حقوقها، وتقول: «يجب أن يتحرى الزوجان الدقة والتأني قبل اختيار شريك الحياة، إلى جانب توضيح كافة الشروط ووجهات النظر، مع إعطاء مهلةٍ لكليهما للتفكير بذلك كي لا يُفاجئ كلٌ منهما الآخر بشروطه لحظة عقد القرآن، وفي حال وقع خلاف بعد الزواج حول تنفيذ الشروط المتفق عليها، ينبغي على الطرفين أن يسلكا طريق النقاش والتفاهم أولا، ويبتعدا تماما عن أسلوب التهديد والوعيد الذي لا يجلب الخير». وبينت أن اشتراط الزوجة شيئا، لا يعني تشبثها به، فالذي يصلح اليوم قد لا يكون مناسبا غدا، فقد تشترط الزوجة شقة قريبة من أهلها، وفجأة يتحول عمل الزوج إلى منطقة بعيدة عنهم، ما يدفعه للطلب من الزوجة الانتقال معه، وتتساءل «هل يعقل أن تتشبث الزوجة برأيها، وتهدم منزلها فقط كي تبقى بجانب أهلها؟». ونوهت إلى أنه لا بد من منح الخطيبين مساحة من الحرية ليتفاهما، مبينة أن عادات وتقاليد المجتمع، عززت انتشار الزواج غير المتكافئ، وبالتالي ارتفاع حالات الطلاق.