انتقد الكاتب الصحفي محمد السحيمي الصحافة السعودية، موضحاً أنها غير احترافية، وليس لها هوية وجذور قوية، معللاً قوله بأنها لو كانت عكس ذلك لما استطاعت وسائل الاتصال الحديثة أن «تعبث بها». وقال السحيمي، خلال محاضرة ألقاها في نادي الطائف الأدبي مساء أمس الأول بعنوان «مستقبل الصحافة الورقية: من وجهة نظر الكتاب الصحفيين»، وأدارها الزميل ساعد الثبيتي: إن الإعلام المسؤول هو الذي يتيح أن يتحدث هو بما شاء وقتما يشاء، وفي الوقت نفسه يعطي لمن يخالفه الرأي أن يرد عليه، ويحاكمه إذا تجاوز ثوابته. وتساءل قائلاً: «هل يوجد لدينا صحافة ورقية أو إلكترونية ذات ماضٍ أو حاضر حقيقي حتى نفكر في مستقبلها بجدية؟». وأوضح السحيمي أن الحل لمستقبل الصحافة الورقية سيكون في القانون والنظام، مشيراً إلى أن القرار الذي تسعى لتطبيقه وزارة الثقافة والإعلام من تحويل الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء لمؤسسات خاصة تُدار باحترافية، سيعجل هذا الحراك، ويأتي بصحافة حقيقية لها ماضٍ وحاضر ومستقبل. وكان السحيمي استعرض في بداية المحاضرة تاريخ الصحافة، وكيف استمرت، وقال إن الصحافة السعودية بدأت بصحافة الأفراد حين كان المثقف يؤسس صحيفته، ويسعى إلى قيادة التنوير في المجتمع الذي يعاني من الأمية، لتأتي بعد ذلك صحافة المؤسسات. وأشاد السحيمي خلال المحاضرة برئيس التحرير قينان الغامدي، واصفاً إياه ب»الأسطورة»، و «رئيس التحرير المتفرد في الصحافة السعودية المعاصرة»، مستعرضاً تأثيره ومنهجه في الصحف التي عمل فيها.