أكد الأستاذ عبدالعزيز الخضر رئيس تحرير مجلة المجلة سابقا، على أن الاقصائية ليست حالة يمكن القبض عليها في مؤسسة صحفية، أو جهة معينة، مشيرا إلى أنها ممارسة إنسانية تاريخية، تأخذ طابع النسبية من حين إلى آخر، ومن صحيفة إلى أخرى، وبأن الإقصاء موجود في كل مؤسسة إعلامية، ويمكن الاستدلال عليها من خلال مؤشرات عامة، موضحا بأن الخطورة في الإقصائية تكمن عندما تتحول إلى ما يشبه المرض.. مستعرضا مرحلتي الصحافة في مشهدنا المحلي بدء بصحافة الأفراد، ومنها إلى صحافة المؤسسات، متلمسا تماهيات الإقصائية في كلتا المرحلتين. كما استعرض الخضر في حديثه عدة جوانب من المدارس الصحفية في المملكة، والتي تمثل بدورها معطيات تشكل ملامح المؤسسة الصحفية، مقارنا بين العديد من الصحف العربية والأخرى السعودية فيما يخص وجهة الصحيفة وما يشوبها من إقصائية..مشيرا إلى أن العديد من المؤسسات الصحفية شهدت عدة تحولات عبر ممارستها الصحفية، مما يجعلها متحولة في ظل غياب المدرسية الصحفية بشكل حقيقي من جانب، وظروف الصحيفة وإمكاناتها وقدراتها تجاه الظروف المحيطة بنشاطها من جانب آخر، إلى جانب واقعها المهني ومدى تمكنها فيه والإفادة منه، واصفا بعض التجارب في هذا الحقل بعدم الاحترام لما ينتج من تغيير مستمر وصفه الخضر من قبيل التغيير للتغير الذي طال حتى تغيير الوقوف لبعض الصحف. وقال الخضر: علينا أن نعي بأن الإقصائية جزء من حياتنا كممارسات إنسانية، كما أن علينا التنبه إلى المحددات التي يمكن أن نصف بها صحيفة ما بالإقصائية، التي تتخذ ملامح المرض والضرر للعمل المهني الصحفية، إلى جانب معرفة ما يتم من أشكال الإقصاء بوعي وعمد، بعيدا عن المبررات المهنية المعتبرة، فالصحف لا يمكن أن تقبل كل الكتاب ولا يمكن أن تنشر لكل من أرسل إليها رأيا أو مشاركة، أو بحث فيها عن مجال وظيفي، كما أن علينا ألا نحمل الصحافة ما لا يحتمل بتهمة الإقصائية. أما عن أنواع الإقصاء فذكر الخضر عدة أنواع جاء منها: الإقصاء في الملاحق الثقافية، والملاحق الرياضية، وصفحات الشعر الشعبي، والصفحات الاقتصادية..إضافة إلى أوببسب الاتجاه الفكري..مشيرا إلى اختلاف درجتها وقوتها من صحيفة إلى أخرى.. وعن الإقصائة والإعلام الجديد وصف الخضر، بأنها لم تعد مدمرة كما كانت فيما سبق هذه المرحلة التي تحولت معها الكثير من موضوعات الصحف الورقية إلى انعكاسات لما يدور في الانترنت..مشيرا إلى أن الصحافة الورقية المحلية تبقى محتفظة بجوهريتها التي تضفي عليها شبه الطابع الرسمي والاعتباري للكاتب وظهوره، مقارنة بالصحف الالكترونية، إذ القارئ لا يؤمن بالقيمة نفسها فيما لو قرأ وشاهد الكاتب في الصحافة الورقية، إلى جانب ارتفاع معيار المصداقية في الصحافة الورقية لاعتبارات عدة..جاء ذلك خلال الأمسية التي أقامها نادي الرياض الأدبي الثقافي مساء يوم أمس الأول تحت عنوان ( الإقصائية في الصحافة ).