بدأت صباح أمس أولى جلسات المؤتمر الإعلامي الدولي (مستقبل النشر الصحفي) الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام بالتنسيق مع منظمة افرا العالمية وذلك بمركز الملك فهد الثقافي في الرياض. وناقشت الجلسة الأولى موضوع (الإعداد للمستقبل) من خلال أربعة محاور بإدارة الدكتور فايز الشهري إذ تناول المحور الأول (تطوير فرص الانترنت) حيث أوضح المتحدث الرئيسي لهذا الموضوع الرئيس التنفيذي لشركة ببليكتاس في آسيا والصين موريتز ووتكي أنه يجب على الصحف الورقية أن تعرف احتياجات وطلبات قرائها وأن تتواصل معهم بشكل مباشر حتى تستطيع أن تنافس الانترنت وقال : إن مستقبل الصحف الورقية مازال قويا متى ما كانت تهتم بمحتواها وطريقة عرضها وتقديمها للأخبار والتحاليل والموضوعات المختلفة بالإضافة إلى عرضها الجيد للإعلانات . وفي المحور الثاني للجلسة تناول (الصحف من الجذور إلى النمو المستقبلي) حيث تحدث مؤسس مركز إعلام البحر الأبيض المتوسط - الولاياتالمتحدة وفرنسا تيري ماكوير عن الدور الذي يقوم به الإعلام في أحداث أي دولة وهي تغير تغيراً دراماتيكيا ، والصحف دائما هي الرابط بين الناس والأحداث وذات دور فاعل في ترابط الشعوب مستعرضا بعض الصفحات الأولى لعدد من الصحف العالمية ، مشيرا إلى أن التقنية ساعدت الصحف على تجاوز الحدود والانتشار بشكل اكبر. وقال : يجب أن يعلم القائمون على الصحف في الوقت الحاضر ماذا يريد الجيل الحالي وما هي متطلباته واحتياجاته حتى تستطيع صحفهم أن تستمر وتنافس الانترنت. وتحدث الدكتور القرني عن الصحافة الأمريكية بعد الأزمة المالية العالمية الحالية مشيرا إلى أن 93 في المائة من الصحف الأمريكية خفضت من طاقمها التحريري فيما لم تتأثر صحيفة (جورنال) الأمريكية من هذه الأزمة واستقرت مبيعاتها ولم تتأثر. وأشار إلى أن سبب انخفاض عدد قراء صحف حول العالم هو انتشار القنوات الفضائية وزيادة عدد الصحف الالكترونية خلال ال 3 سنوات الماضية وانتشار المدونات ( صحافة المواطن) إضافة إلى ظهور الصحف المجانية ، وقال : إنه يجب إعادة النظر في أسلوب التحرير لدى الصحف وزيادة المقالات التحليلية وتبني بعض القوالب الصحفية الجديدة وتوظيف الجرافيكس في الصحف مستعرضا بعض الأشكال الاحترافية في الإخراج. وجاء المحور الأخير للجلسة الأولى بعنوان (منظور لتصميم منتج جديد) تحدث خلاله مدير اتش كي ام بدولة النمسا كيرت اويلهر عن التصميمات الجديدة في الانترنت والاستثمار في العناوين وتحديث الأعمدة الصحفية . وقد أدار المحاور الثلاثة الأخيرة مساعد مدير عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية الدكتور عبدالعزيز بن علي المقوشي. بعد ذلك بدأت الجلسة الثانية من أعمال المؤتمر بعنوان (بناء كفاءات المستقبل) حيث أدارها رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال الدكتور فهد بن عبدالله الطياش . وتناولت الجلسة محورين الاول (نظرة في إدارة التغيير من غرفة الاخبار العالمية .. مشروعات تغيير) والثاني (التدريب على نشر الأخبار في المستقبل). وبينت المستشارة والمدربة والباحثة بمنظمة (إفرا)العالمية سارة ويليامز – في المحور الاول - أنه يجب إعادة التفكير في صناعة الاخبار (غرف الاخبار ) مشيرةً الى أن التغيير سيواجه تحديات من أهمها حنين الناس إلى ما تعودت عليه . كما اشارت الى أن التغيير يتطلب تفكيراً وتهيئة جديدة وإعادة لتنظيم الهيكلة العامة للمؤسسة الاعلامية لاجتياز ما يمر به العالم من ازمة مالية حادة كان لها التأثير القوي على المؤسسات الصحفية. أثرها تحدث الدكتور جورج سيمونيان استاذ الصحافة المطبوعة بجامعة حلوان عن المحور الثاني الذي جاء بعنوان (التدريب على نشر الاخبار في المستقبل) مبيناً أنه يجب التغيير في عملية التدريب للعاملين في مجال الاعلام حيث يختلف الوقت الحالي عن الماضي لكثرة وسائل الاتصال ، وأشار الى أنه يجب التفريق بين التدريب والتعليم حيث يأخذ الموظف غير المتدرب 3 اضعاف مايحتاجه الموظف المدرب مما يكون له الاثر في انتاجية وتطور المؤسسة الاعلامية . عقب ذلك أدار رئيس تحرير المجلة العربية الدكتور عثمان الصيني مناقشات عامة في موضوع (القيادة خلال ازمة اقتصادية ) بمشاركة الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للابحاث والنشر عزام الدخيل والمستشار الاعلامي في صحيفة (دنيا) التركية غاربيس كيسيسوغلو والمدير التنفيذي لمجموعة الصحافة العربية بدولة الامارات محمد الملا ورئيس تحرير صحيفة بانكوك بوست التايلندية شونسوكساوادي.وبين المتحدثون أن الاعلام في ظل الازمة المالية أصبح تابعا ومنقاداً لما يصدر من الشركات من إعلانات بحيث لم يستطع أن يصنع خبراً.كما تطرقوا إلى اثر الازمة على تايلاند واهم السبل التي تطرق لها القائمون على الاعلام في تايلاند للخروج من الازمة . ودعوا الصحف إلى وجوب التغيير في المنهجية التي تتبعها لمواكبة ماتقوم به المواقع الالكترونية من جذب للجمهور إضافة إلى تدريب المحررين ورؤساء التحري على استخدام الاعلام الرقمي حتى يتمكنوا من الاستمرار في السوق في ظل الهجوم القوي للصحف الالكترونية.