هل تذكرون المواطنة فطوم البراق التي كتبت عن (مظلمتها) هنا أكثر من مرة لأنني مؤمن بعدالة قضيتها حتى أنني خاطبت معالي وزير التعليم «فطوم في ذمتك» طبعاً الوزير لم يرد ولن يرد وكذلك فعل مع الزميل «سعيد الوهابي» في مقاله عن طالبة الطب، لأن معاليه، كما يبدو، مشغول بما هو أهم من هموم المواطنين، وهو بالمناسبة سيشارك غداً في الندوة الافتتاحية لسوق عكاظ حول ماذا يريد الشباب منهم وماذا يريدون هم من الشباب؟! المهم أن المواطنة «فطوم» الطالبة في مرحلة الدكتوراة في جامعة طيبة في كلية التربية والعلوم الإنسانية بقسم علم النفس التربوي تخصص الصحة النفسية، التي تمّ طي قيدها تعسفياً بعد اجتيازها الاختبار الشامل في التخصص الرئيس (الصحة النفسية) الشفوي والتحريري، وإنهاء متطلبات ثلاث سنوات دراسية تأهيلية، ودراسة مقررات أربعة فصول دراسية بمعدل تراكمي %97 (4,85) من ضمنها مقرر الإحصاء والإحصاء الاستدلالي، فوجئت أخيراً أن وضعها في النظام الإكتروني تغير من (مستمرة) إلى (طي قيد) نظراً لغيابها وانقطاعها عن الدراسة! وهو أمر يتناقض مع منعها من إكمال ما تبقى على الدكتوراة وهو 12 ساعة أي أطروحة البحث بحجة رسوبها في اختبار الإحصاء، على الرغم من أنه لا يعدّ جزءاً من الاختبار الشامل، وحسب إفادة مشرف الطالبة فإن هذا الاختبار أضيف مؤخراً دون صدور قرار رسمي من مجلس القسم! علماً بأن الإجابات كانت بقلم الرصاص وإمكانية مسحها أو تعديلها أمر وارد لمن أراد!! الغريب والمريب معاً في قضية السيدة «فطوم» أن لجنة حقوق الطالب استدعتها مؤخراً وأطلعتها على قرار قبول القضية شكلاً ورفضها موضوعاً لكن الموظفة رفضت إعطاءها نسخة من القرار فرفضت الضحية التوقيع!! (من المفروض أن تغير اللجنة اسمها إلى لجنة حقوق الجامعة لا الطالب)! الأكثر ريبة وإثارة لسوء الظن الذي هو فطنة حسنة هنا أن الطالبة الضحية حقق معها سابقاً من لجنة شكلت لهذا الغرض من السابعة صباحاً إلى الثالثة مساء بسبب لجوئها للإعلام ولم يصدر أي قرار لهذه اللجنة حتى الآن!! أما المصيبة الأكبر التي تدل على عبث بعض من يتولون المسؤولية وسوء استخدامهم للسطلة حين يتركون بلا حساب، فهو أن تظل الطالبة أكثر من عام مستمرة في الدراسة في النظام الإلكتروني فيما هي ممنوعة واقعاً بمبرر الرسوب الذي شرحت ظروفه أعلاه!! ثم تفاجأ بطي قيدها لانقطاعها عن الدراسة؟! قال لي زوجها: سنذهب إلى مكافحة الفساد.. إلى حقوق الإنسان.. قلتُ له كما يقول إخواننا في مصر! (إبآى آبلني)! ثم أنشدت قول الشاعر: وما أكثر الهيئات والجمعيات حين تعدها.. ولكنها في النائبات قليلُ!