علي عايض عسيري أصبح الشعار اليومي المكرر: التجديد والرضوخ لمتغيرات العصر الحديث، فما كان بالأمس القريب لا ينفع ولا يناسب، يطبق اليوم بحذافيره وتفاصيله المملة والمتشعبة، وهو لا يناسب حياة الغد! ومن حاول معاندة ذلك التجديد وعكس تياره الجارف المتسارع يوماً بعد يوم فحري به تقبل تبعاته ونتائجه المخيفة المزلزلة التي لا ترحم أحداً بعض العقول والأفكار والمعتقدات والتوقعات القديمة لا تزال تؤمن وتعبد وتبجل حياة الماضي بكافة تفاصيلها ولحظاتها ونقاطها وتربيتها وأنظمتها دون النظر لما حل وأصاب حياة اليوم من حضارة ونهضة وتقنية ومتغيرات ملزمة تناسب حياتنا اللحظية الحالية وتتعمق تلك الأفكار كثيراً في واقع حياة شباب اليوم الذين وقع أكثرهم بين كماشتي رغد العيش وكثرة المغريات التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتهم فيتخذ بعض كبار السن طريقة وأسلوب المقارنة بين تربية وأخلاق وخلق وسلوك وتصرفات وأفعال وأقوال ورجولة ونخوة وشهامة وقيمة شباب الأمس مرتعا خصبا لكيل شباب اليوم بشتى أنواع القذع والشتم والتقليل والتحطيم ومحاولة زعزعة مبادئ الثقة داخل نفوس شبابنا مما يؤثر سلبا على الهمة والنشاط والتحركات والآمال والطموحات والتطلعات والمقاصد والأهداف عندها تتخدر تلك العزائم وتتحجر تلك الآمال وتصبح مع مرور الوقت هدفا يصعب الوصول إليه،شباب اليوم في حاجة ماسة للحوار والرأي العقلاني المتزن الذي يخاطب عقولهم وأذهانهم وخلقهم ويحترم القيمة الحقيقية المكنوزة المكنونة داخل النفس التواقة لكل خير فنحاورهم محاورة الشجعان وتتخاطب معهم عقولنا مخاطبة الثقة التي لا حدود لها ونعطيهم الحرية الكاملة المتكاملة في التعبير عن رأيهم ووفق حدود المعقول ويتفهم الجميع مدى كثرة مغريات اليوم التي تحتاج إلى التوجيه السديد لا المنع المشبوه الذي تتحلق حوله أسئلة كثيرة تبعث في نفوسهم جميعا حب تجربة كل جديد وغريب وممنوع ومحرم عندها تكون تلك العقول وتلك الأفكار وتلك الأذهان عرضة دائمة للوقوع في الخطأ وتعمد كثرة البحث عن الزلة التي تشوه صورة ووجود وشخصية وسمعة الشاب نفسه فيتأثر ويؤثر ويصبح مع مرور الوقت عضوا غير نافع داخل أسرته ومجتمعه وأمته ووطنه، الحوار الهادف هو الحوار الذي يبدأ من بين مكونات الأسرة الواحدة وتحتضنه جدران المنازل والبيوت ويتم بين الشاب وأبيه وبين الفتاة وأمها أو بين الأخ وأخيه والبنت وأختها يتساءل الشاب والشابة عن كل صغيرة وكبيرة تهمهم دون خجل ولا حياء وفي كل شيء وتكون الإجابة حاضرة وجاهزة وبقوة تشفي الغليل وتقنع العقول وتزيد الثقة في النفس دون تهرب وبلا تجاهل ودون رموز وإيماءات وإيحاءات تعقد العلاقة فيما بين الجميع وتجعل حياة الشاب والشابة محفوفة بمخاطر الانطوائية أو الوقوع في براثن الاستغلال من رفقاء السوء.