في الماضي كانت الحياة بسيطة ومحدودة ومتواضعة ومتقاربة في كل شيء في تربيتها وفي تكاليفها وفي طبيعتها وفي علاقاتها لذلك كان الجميع يشعرون ويلمسون أنواعا عديدة مساعدة للعيش في أجواء سعيدة من الرضا والقبول والقناعة بما قسمه الله لهم في ذلك الوقت بينما في حياتنا الحالية نجد ان تلك المظاهر قد اضمحلت واندثرت بعض أسسها بسبب تشعبها وتزايد مطالبها وتعدد طلباتها التي أثقلت كاهل الجميع بما فيها تربية اليوم. حيث كانت تلك التربية محكا دائما ليستشهد به البعض في مقارنة حياة اليوم عن حياة الأمس فمجرد ملاحظة سلوك جديد وظاهرة جديدة صدرت من بعض شباب ما تلبث تلك العقول في سرعة لعن جيل اليوم ومقارنته بجيل الأمس وكيلهم بشتى التشبيهات المحطمة التي تحطم الجبال وتهدم عزيمة عدة المستقبل. عقول تغرد خارج السرب نجدها تعيش معنا داخل منازلنا وبين أحضان مجتمعنا وبكل اجتماعاتها تدخل نفسها في كل حديث يخص جيل اليوم فتدلي ببعض الآراء التي ليست في محلها تدمج معها طبائع وصفات عديدة من صفات التشاؤم والتهكم والتقليل من أولئك الشباب تستشهد بجيل الأمس وبطولاته وتضحياته وصبره وجلده وتقارنها بالجيل الحالي، تشتكي تلك العقول المغردة من عناد أبنائها وانشغالهم بالسيارة وبالجوال وبالمظاهر الخارجية والنت ولعب الكرة ومشاهدة القنوات الفضائية ومتابعة الموضات الجديدة، وتناست تلك العقول المغردة طبيعة هذه الحياة وكثرة مغرياتها داخل البيوت وخارجها، تناست تلك العقول نعمة المادة وتوفر الخير الذي عم هذه البلاد الطاهرة جميع شبابنا أصبح بمقدورهم الحصول على حاجاتهم ومتطلباتهم. نحن الآن أصبحنا مجتمعا عصريا ومجتمعا متقدما وأمة مزدهرة وشعبا ينافس على المراتب الأولى وعلى المراكز الأولى بين كافة أمم الأرض وشعوبها، من حق هذا الجيل الاستمتاع بكل ما تم توفيره لهم دون تشكيك في تربيتهم وفي أخلاقهم وفي جهودهم وفي دورهم المهم في هذه الحياة فمنهم المبدع ومنهم المتفوق وكذلك منهم المبتعث والذكي والطموح والنابغة والقدوة ومنهم الصالح الراشد الذي يعرف ما له وما عليه. علي عايض عسيري