أكد أستاذ اللغة العربية في جامعة أم القرى، الدكتور رياض الخوام، أن كثيرا من الأسماء الأعجمية للأماكن الدينية والمقدسات في مكةالمكرمة يمكن إرجاعها إلى أصول عربية، وقال «قيل عن بعض الأسماء في مكة إنها فارسية وذلك مثل «زمزم»، و»الميزاب»، و»الشاذروان»، وغيرها، مع أن لها أصولا عربية، وردها إلى أصولها الأولى». واحتج الخوام «بكون هذه الأماكن والأشياء موجودة في أرض العرب، ومن لغتهم، ينبغي البحث عن اسمها، إضافة إلى وجود أصول معجمية متناثرة لأسماء هذه الأماكن في اللغة العربية، ف»زمزم» مثلاً يرد أصلها اللغوي في المعاجم العربية بمعنى الضم والجمع، وهي معان تدل على الماء، وعلى جمعه لكثير من الفضائل». جاء ذلك خلال محاضرة أقامها نادي مكة الثقافي الأدبي مساء أمس الأول بعنوان «أسباب تسمية الأماكن المقدسة في مكةالمكرمة»، قدمها الخوام، وأدارها علي الزهراني من جانب الرجال، وفاتن حسين من الجانب النسائي. وأوضح الخوام أن بحثه في أسماء الأماكن المقدسة مبني على ترجيح القول بتعليل الأسماء، وأنها ليست مرتجلة، لافتا إلى أن العرب راعوا في تسمية هذه الأماكن الواقع الحسي والمشاهد، وساردا كثيرا من الأمثلة على هذه المراعاة، ف»الحجر»، مثلا، سمي بذلك لأنه حجر من البيت أي منع من الدخول فيه كما يقول ابن نظير، كذلك «الحطيم» إنما «سمي بذلك لازدحام الناس فيه، وقيل لأن العرب كانوا يُحطّمون هناك بالأيمان، ويستجاب فيه لدعاء الظالم على المظلوم، وهكذا…». وأشار الخوام إلى أن تعدد أسماء الأماكن المقدسة في مكةالمكرمة وكثرتها لم يحدث في فترة واحدة، وإنما حدث خلال فترات طويلة ومتتابعة، مطالبا بإجراء دراسات في اللغويات الجغرافية تتعقب هذه التسميات ومراحلها التاريخية، ولافتا إلى أن كثرة أسماء الأماكن في مكةالمكرمة راجع إلى شرف هذه الأماكن وقدسيتها، وارتباطها بشعيرة الحج.